تسونامي وكورونا.. تفاصيل “رسالة أرعبت دولة”
أثارت رسالة من الحكومة إلى هواتف عدد كبير من السكان حالة من الذعر، بعد أن حذرتهم من احتمال حدوث موجات مد (تسونامي) في أنحاء تشيلي في أعقاب حدوث زلزال.
ووقع زلزال بقوة 7.1 درجة قبالة القارة القطبية الجنوبية، السبت، مما دفع إلى التحذير من احتمال وقوع “تسونامي”.
لكن حالة الذعر حدثت عندما وصلت رسالة نصية إلى عدد كبير من التشيليين، تدعوهم لمغادرة المناطق الساحلية، حيث ضرب زلزال منفصل أقل شدة.
ووقع الزلزال السطحي في القارة القطبية الجنوبية في منطقة شرق قاعدة “إدواردو فري” في تشيلي، وفقما أفاد مكتب الطوارئ الوطنية في البلاد (أونيمي)، مما دفع الوكالة لحض السكان على إخلاء “المنطقة الساحلية المطلة على المحيط المتجمد الجنوبي” تحسبا لوقوع تسونامي.
وفي الأثناء، ضرب زلزال منفصل بقوة 5.8 درجات قرب العاصمة سانتياغو، شعر به السكان في المنتجعات وسط وشمال السواحل المطلة على المحيط الهادئ، حيث كان سياح يستمتعون بموسم الصيف في البلاد.
لكن عطلا تقنيا تسبب بصدور تحذير بالخطأ إلى قسم كبير من سكان البلاد البالغ عددهم 18 مليونا، لإخلاء المناطق الساحلية، وكان من المفترض أن تقتصر الرسالة على قاطني المناطق المطلة على المحيط المتجمد الجنوبي.
وجاء في الرسالة: “إعلان الطوارئ. مكتب الطوارئ الوطنية يقرر إخلاء منطقة الشاطئ”، ولم ينس المرسل أن يؤكد على الحرص على التباعد الاجتماعي، ليضيف: “تباعدوا تحسبا لـ(كوفيد 19)”.
وفي غضون دقائق، أوضح “أونيمي” أن الرسالة بعثت عن طريق الخطأ، وبأنها كانت موجهة لسكان المنطقة القطبية الجنوبية فحسب، لكن ليس قبل أن تتسبب بحالة ذعر في شوارع تشيلي، حيث فر المئات على الأقدام أو في مركبات إلى المرتفعات خشية وقوع تسونامي.
وذكر “أونيمي” أنه تم إجلاء 80 شخصا في القارة القطبية الجنوبية من قاعدة “فري” التابعة لسلاح الجو التشيلي، التي تضم قرية ومستشفى ومدرسة ومصرفا وبريدا وكنيسة، في أعقاب الزلزال الذي ضرب منطقة تقع على مسافة 210 كلم شرق القاعدة.
كما تم إجلاء 80 شخصا آخر من قواعد أوهيغينز وفليدز وبرات، حيث لم تسجل أي أضرار، ومن 5 قواعد أجنبية قريبة غير محددة في القارة القطبية الجنوبية.
وبعد نحو ساعتين، أمر “أونيمي” بإلغاء تحذير تسونامي في المحيط الجنوبي المتجمد وأمر الإخلاء.
ويبلغ العدد الأقصى لسكان قاعدة “فري” صيفا 150 شخصا، بينما يعيش قرابة 80 شخصا فيها خلال الشتاء.
وأكد “أونيمي” عدم وقوع أي أضرار كبيرة جراء زلزال تشيلي الذي وقع على بعد 14 كلم عن سانتياغو وعلى عمق 122 كلم.
وتعد تشيلي بين أكثر دول العالم النشطة زلزاليا، وأودى زلزال بقوة 8.8 درجات ضرب مدينة كونثبثيون في فبراير 2010 بأكثر من 500 شخص.
وتعرضت البلاد لأقوى زلزال يسجل فيها على الإطلاق قبل 60 عاما، إذ بلغت قوته 9.6 درجات ووقع في مدينة فالديفيا.