صحافةعرب وعالم

علماء الآثار يدرسون أقدم النقود في أوروبا

يرجح علماء الآثار الهولنديون أن الأوروبيين ربما استخدموا في العصر البرونزي الخواتم والشفرات كشكل مبكر من أشكال العملة، بناء على دراسة مقتنيات 113 كومة مختلفة من القطع الأثرية.

يحاول العلماء منذ زمن طويل معرفة وقت ظهور النقود، وهيئتها، وبالطبع قيمتها التي تكتسبها من شموليتها ومعياريتها.

لهذا السبب يبحث علماء الآثار دائماً في المدافن وبين الكنوز عن قطع أثرية موحدة يمكن استخدامها بمثابة نقود. ولا يوجد دليل على أن ثقافات العصر البرونزي كانت تمتلك وسائل دقيقة لتمييز الكتل، بخلاف مجرد رفع الشيء وتخمين وزنه.

يعني ذلك من الناحية النفسية استشعار الاختلافات المتزايدة في صفات الشيء عن طريق “مقلة العين”، وهو ما يشار إليه باسم عتبة الاختلاف، أو “قانون ويبر”.

وقد درس الباحثان، مايكل كويجبرز وكاتلين بوبا، من جامعة لايدن الهولندية، في بحث نشر في PLOS ONE، عينة تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية من أكثر من 100 كنز من أوروبا الوسطى، تعود إلى العصر البرونزي، وقيموها على أساس معيار موحد، وفقاً لكتلها، عن طريق وزنها باليد.

 

وكان زهاء 70% من الحلقات البرونزية المدروسة، من القطع البرونزية المقوسة التي عثر عليها في ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وبولندا، متشابهة بدرجة كافية (وزنها 195 غراماً في المتوسط، حتى لا يكون الفرق ملحوظاً عند وزنه في اليد، ويمكن تجميع مجموعات معينة من الأضلاع وشفرات الفؤوس بالطريقة نفسها.

 

واقترح التحليل الإحصائي للأضلاع الشبيهة بالمشابك مجموعات من العناصر الأثقل والأخف وزناً، وربما تعكس مستويين مختلفين من القيمة – على الرغم من أن النتائج لم تكن واضحة كما كانت مع الحلقات.

 

ويقول معدو الدراسة: “جاء اليورو في عصور ما قبل التاريخ على شكل حلقات وأضلاع وفؤوس برونزية. وتم توحيد هذه القطع الأثرية من العصر البرونزي المبكّر من حيث الشكل والوزن واستخدمت كشكل مبكّر من النقود”.

 

ويقول الباحثون إن هناك منطقة تداخل في جميع أنحاء جمهورية التشيك، حيث توجد حلقات وأضلاع وشفرات فأس معاً، وربما تكون هذه العناصر قد استخدمت بشكل مختلف في مناطق مختلفة – ربما للتباهي بالثروة مثلاً، بدلاً من كونها مقدمة للعملات المعدنية.

 

وقد تسلّط هذه النتائج بعض الضوء مجدداً على أصول النقود نفسها، سواء كانت فكرة النقود (كموازنة للائتمانات والديون) أو استخدام المواد كنقود (حينما يكون للأشياء المتبادلة نفسها قيمة جوهرية) جاءت أولاً.

 

وتشير حقيقة أن الناس في أوائل العصر البرونزي كانوا يتاجرون بالسلع على حد سواء في المظهر والوزن، إلى أننا ننظر إلى المواد على أنها نقود (أو “نقود سلعة”) في هذه الحالة. ويجب أن تبدو الأضلاع والحلقات وشفرات الفأس متشابهة مع بعضها البعض، وإلا فلم تكن تستحق القدر نفسه من القيمة.

 

وفي الواقع، يعتقد الباحثون أن هذه الأنظمة ساعدت في دفع تطوير أوزان ومقاييس أكثر دقة لقياس مدى وزن أو خفة شيء ما بشكل صحيح – وبالتالي مقدار قيمتها. وبينما نادراً ما نفكّر في الأوزان أو العملات عندما نستخدمها اليوم، إلا أن لها تاريخاً رائعاً.

 

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: “تعتبر أصول النقود وصياغة أنظمة الوزن والقياس المتماسكة من بين أهم التطورات في عصور ما قبل التاريخ للعقل البشري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى