صحافةعرب وعالم

بايدن أول رئيس “متلعثم”.. ما هي “التأتأة” وطرق علاجها؟

يُنصب جو بادين كأول رئيس متلعثم للولايات المتحدة، مجسدا حقيقة أن “التأتأة” ليست مشكلة عقلية تعيق صاحبها عن التقدم والابتكار والقيادة.

ورغم أن المشكلة رافقت بادين منذ كان بعمر 4 سنوات، فإنه نجح في تخطيها والتقدم للأمام ليؤكد بعد فوزه بمنصب الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة أن التلعثم لا علاقة له بالقدرة العقلية.

يصيب التلعثم نحو 1% من البالغين حول العالم بإجمالي 70 مليون شخص، ويقدر عدد الرجال الذين يتلعثمون بنحو 4 أضعاف عدد النساء المتلعثمات تقريبا.

ما هو التلعثم؟

يُعرف التلعثم بأنه “اضطراب في الكلام يتميز بتكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، وإطالة الأصوات والانقطاعات في الكلام المعروفة باسم الكتل”، ويطلق عليه أيضا مسمى “التأتأة” أو اضطراب الطلاقة في الطفولة.

ووفقا لما ذكره موقع المعهد الوطني الأمريكي للصمم واضطرابات التواصل (NIDCD)، فإن الشخص الذي يتلعثم يعرف تمامًا ما يود أن يقوله لكنه يواجه مشكلة في إنتاج تدفق طبيعي للكلام.

ورأى أن التلعثم يؤدي إلى صعوبة التواصل مع الآخرين، ما يؤثر غالبًا على نوعية حياة الشخص وعلاقاته الشخصية وأيضا يمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي والفرص، والمشكلة هنا أن العلاج قد يأتي بتكلفة مالية عالية.

التلعثم شائع بين الصغار كجزء طبيعي من تعلم الكلام، ويحدث ذلك عندما لا تتطور قدراتهم اللغوية والكلامية بما يكفي لمواكبة ما يريدون قوله.

أعراض “التأتأة”

يمكن أن تختلف أعراض التلعثم على مدار يوم الشخص، قد يؤدي التحدث أمام مجموعة أو التحدث عبر الهاتف إلى زيادة تلعثم الشخص، بينما قد يؤدي الغناء أو القراءة أو التحدث في انسجام تام إلى تقليل التلعثم مؤقتًا.

ووفقا لموقع “مايو كلينك” mayoclinic المختص بالصحة، قد تشمل علامات وأعراض التلعثم ما يلي:

– صعوبة في بدء كلمة أو عبارة أو جملة

– إطالة كلمة أو أصوات داخل كلمة

– تكرار صوت أو مقطع لفظي أو كلمة

– صمت قصير لبعض المقاطع أو الكلمات، أو توقف مؤقتًا داخل كلمة (كلمة مقطوعة)

– إضافة كلمات إضافية إذا كان من المتوقع صعوبة في الانتقال إلى الكلمة التالية

– الشد الزائد أو حركة الوجه أو الجزء العلوي من الجسم لإنتاج كلمة

– القلق من الكلام

– قدرة محدودة على التواصل الفعال

قد تترافق صعوبات التلعثم في الكلام مع:

– وميض سريع للعين

– رعشات في الشفتين أو الفك

– التشنجات اللاإرادية في الوجه

– هزات الرأس

– انقباض القبضات

الأسباب والأنواع

الآليات الدقيقة التي تسبب التأتأة غير مفهومة، لكن الأطباء يرون أن الأسباب المحتملة للتلعثم تشمل:

– شذوذ التحكم في الكلام الحركي

تشير بعض الأدلة إلى أن التشوهات في التحكم في الكلام، مثل التوقيت والتنسيق الحسي والحركي قد تكون متضمنة.

– علم الوراثة

يميل التلعثم إلى الانتشار في العائلات، ويبدو أن الأمر يمكن أن ينتج عن تشوهات وراثية (جينية).

وأظهرت الأبحاث أن العوامل الوراثية تساهم في هذا النوع من التلعثم. ففي عام 2010، حدد الباحثون في المعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل 4 جينات مختلفة ترتبط الطفرات فيها بالتلعثم.

– التأتأة التنموية

يحدث التلعثم النمائي عند الأطفال الصغار بينما لا يزالون يتعلمون مهارات الكلام واللغة. يعتقد الأطباء أنه يحدث عندما تكون قدرات الكلام واللغة لدى الأطفال غير قادرة على تلبية المتطلبات اللفظية للطفل، وقد ينبع من التفاعلات المعقدة لعوامل متعددة.

– التلعثم العصبي

قد يحدث بعد السكتة الدماغية أو صدمة الرأس أو أي نوع آخر من إصابات الدماغ، إذ يواجه الدماغ صعوبة في تنسيق مناطق الدماغ المختلفة المشاركة في التحدث، ما يؤدي إلى مشاكل في إنتاج كلام واضح وطلاقة.

– الاضطراب العاطفي

يمكن أيضًا تعطيل طلاقة الكلام في سياق الاضطراب العاطفي. المتحدثون الذين لا يتلعثمون قد يعانون من اضطراب طلاقة الكلام عندما يكونون متوترين أو يشعرون بالضغط، وقد تؤدي هذه المواقف أيضًا إلى جعل المتحدثين الذين يتلعثمون أقل طلاقة.

عوامل الخطر

تتضمن العوامل التي تزيد من خطر التلعثم ما يلي:

– تأخر نمو الطفولة

قد يكون الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو أو مشاكل أخرى في الكلام أكثر عرضة للتلعثم.

– وجود أقارب يتلعثمون

يميل التلعثم إلى الانتشار في العائلات.

– ضغط عصبي

يمكن أن يؤدي الإجهاد في الأسرة أو التوقعات العالية من الوالدين أو أنواع الضغط الأخرى إلى تفاقم التلعثم الحالي.

الفئات الأكثر إصابة

التلعثم يؤثر على الناس من جميع الأعمار وهناك نحو 3 ملايين أمريكي يتلعثم أغلبهم في سن الطفولة.

وذكر المعهد الوطني الأمريكي للصمم واضطرابات التواصل أن المشكلة تحدث غالبًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و6 سنوات أثناء تطوير مهاراتهم اللغوية، متوقعة أن يظل من 5 إلى 10% من جميع الأطفال يتلعثمون لفترة من حياتهم قدتستمر من بضعة أسابيع إلى عدة سنوات.

وفقا للإحصائيات، تزداد احتمالية التلعثم بين الأولاد بمقدار مرتين إلى 3 مرات مقارنة بالفتيات، ومع تقدمهم في السن يزداد هذا الاختلاف بين الجنسين. كما أن عدد الأولاد الذين يستمرون في التلعثم أكبر بـ3 إلى 4 مرات من عدد الفتيات.

المبشر في المشكلة أن معظم الأطفال يتخلصون من التلعثم بإجمالي 75% تقريبا، لكن بالنسبة إلى 25% المتبقية يمكن أن يستمر التلعثم معهم باعتباره اضطرابًا في التواصل مدى الحياة.

علاج التلعثم

رغم عدم وجود حل طبي أو سلوكي حاليًا للمشكلة فإن هناك مجموعة متنوعة من العلاجات المتاحة تختلف بناءً على عمر الشخص وأهداف الاتصال وعوامل أخرى، تقسم كالتالي:

– للأطفال

يمكن أن تساعد بعض الاستراتيجيات الأطفال على تعلم تحسين طلاقة الكلام لديهم مع تطوير مواقف إيجابية تجاه التواصل.

ويوصي أخصائيو الصحة عمومًا بتقييم الطفل إذا كان قد تلعثم لمدة 3 إلى 6 أشهر، أو أظهر سلوكيات صراع مرتبطة بالتلعثم، أو كان لديه تاريخ عائلي من التلعثم أو اضطرابات التواصل ذات الصلة.

من المهم توفير بيئة منزلية مريحة تتيح العديد من الفرص للطفل للتحدث، يتضمن ذلك تخصيص وقت للتحدث مع بعضنا البعض، خاصة عندما يكون الطفل متحمسًا ولديه الكثير ليقوله.

أيضا يجب الاستماع باهتمام عندما يتحدث الطفل والتركي على محتوى الرسالة، بدلاً من الرد على كيفية قولها أو مقاطعة الطفل، والحديث معه بطريقة بطيئة قليلاً ومسترخية.

من الجيد التحدث بصراحة وصدق مع الطفل عن التلعثم إذا طرح الموضوع، مع التأكيد بعدم وجود مشكلة حال حدوث بعض الاضطرابات في النطق.

– للبالغين

تركز العديد من العلاجات الحالية للمراهقين والبالغين الذين يتلعثمون على مساعدتهم على تعلم طرق لتقليل التلعثم عند التحدث، مثل التحدث ببطء أكثر وتنظيم تنفسهم أو التقدم تدريجيًا من الاستجابات ذات المقطع الواحد إلى الكلمات الأطول والجمل الأكثر تعقيدًا.

تساعد معظم هذه العلاجات أيضًا في معالجة القلق الذي قد يشعر به الشخص المتلعثم في مواقف تحدث معينة.

– العقاقير

لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أي دواء لعلاج التلعثم. ومع ذلك فقد تم استخدام بعض الأدوية المعتمدة لعلاج مشاكل صحية أخرى، مثل الصرع أو القلق أو الاكتئاب لعلاج التلعثم.

غالبًا ما يكون لهذه الأدوية آثار جانبية تجعل من الصعب استخدامها على مدى فترة طويلة من الزمن.

– الأجهزة الإلكترونية

يستخدم بعض الأشخاص الذين يتلعثمون الأجهزة الإلكترونية للمساعدة في التحكم في الطلاقة، مثل الأجهزة التي يتم تركيبها في قناة الأذن التي تعيد رقميًا نسخة معدلة قليلاً من صوت مرتديها في الأذن بحيث يبدو كما لو أنه يتحدث بانسجام مع شخص آخر.

في بعض الأشخاص، قد تساعد الأجهزة الإلكترونية في تحسين الطلاقة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد المدة التي قد تستمر فيها هذه التأثيرات والاستفادة منها بسهولة في مواقف العالم الحقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى