يبدو أن الأيام الأخيرة في ولاية الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لن تكن سهلة ابدا ، فلقد سلطت الصحف العالمية الضوء علي الأجواء في الشارع الأمريكي وذلك قبل ساعات قليلة من تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن ، وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن أمريكا تعيش فوق صفيح ساخن وأن لا يعلو صوت فوق صوت السلاح في شوارعها التي بدت أشبه بالثكنات العسكرية .
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الأمريكيين وقعوا للمرة الأولي في التاريخ في فخ الإنقسام الذي قد يقودهم إلي سيناريو الحرب الأهلية وذلك بسبب حالة الغضب التي تقود “الغوغاء المسلحين” او أنصار ترامب كما يطلق عليهم .
“تنصيب تحت السلاح” وبتلك العبارة أكدت الصحيفة الأمريكية أن يوم التنصيب سيكون صعبا للغاية إذ عبأت أكثر من 12 ولاية حرسها الوطني للمساعدة في تأمين مبنى الكونجرس بكل ولاية وذلك بعد تحذير “إف بي آي” من احتجاجات مسلحة وأعمال شغب وعنف.
ووسط هذه الظروف لايزال ترامب محرضا لأنصاره من خلف الكواليس زاعما حدوث تزوير في الانتخابات التي أكد أنه لن يقبل بنتائجها ، وهو ما جعل الجميع ينفض من حوله وأولهم نائبه مايك بنس ، فعلي الرغم من أنه يقف حائط صد لمنع عزل ترامب الا أنه أكد أنه قد يلجأ الي هذا القرار مستخدما المادة 25 من الدستور الأمريكي ، في حال واصل الأخير تصرفاته المتهورة ، واعدا الأمريكيين بضمان انتقال سلس للسطة دون أية عواقب ، كما عرض المساعدة على نائبة بايدن كامالا هاريس رغم معارضة ترامب.
أما الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس المتتهية ولايته ، فتسود حالة غير مسبوقة من الإنقسام بين أعضائه ، وذلك بعد تصويت 10 منهم لصالح توجيه اتهام لترامب بهدف عزله ، وهي سابقة لم تحدث في تاريخ أمريكا من قبل ، كما أكد المشرعون الذين صوتوا ضد ترامب إنهم واجهوا تهديدات بالعنف والقتل ، وأنهم عززوا إجراءات الحماية الشخصية الخاصة بهم .
كما طالت الانقسامات عائلة ترامب حيث انقسم ابنائه حول سياساته وتصرفاته ، فيقف خلفه ويدعمه ولديه جونيور وإريك ترامب، ويطالبانه بالاستمرار في القتال حتي النهاية والتنديد بنتائج الانتخابات ، في حين أدارت ايفانكا ترامب ابنته الكبري ومستشارة البيت الأبيض ظهرها لوالدها مؤكدة حضورها حفل تنصيب بايدن رغم رفض ترامب للأمر واعتباره أنه إهانة له ، في محاولة منها للحفاظ علي مشوارها السياسي خاصة وأنها تسعي إلي خوض سباق الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 2024.