انهيار الدولار أمام الجنيه.. هل نشهد مزيدًا من الانخفاض؟

شهد سعر صرف الدولار في البنك المركزي المصري اليوم الثلاثاء تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض بنحو 9 قروش ليسجل 48.53 جنيهًا للشراء و48.66 جنيهًا للبيع. وبالرغم من هذا الارتفاع الطفيف بنهاية التعاملات، إلا أن سعر الدولار لا يزال أقل من مستواه في مطلع العام بنحو 217 قرشًا، أي بنسبة انخفاض تصل إلى 4.28% مقارنةً بسعره في يناير الماضي والذي سجل 50.70 جنيهًا للشراء، وفقًا للبيانات التاريخية للبنك المركزي.

أسباب تراجع الدولار أمام الجنيه

يعزو خبراء الاقتصاد هذا الانخفاض إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها تراجع الطلب على الدولار وتخلص البنوك من قوائم انتظار المستوردين، مما أدى إلى انسياب حركة الاستيراد والقضاء على ظاهرة تكدس البضائع في الموانئ. كما شهدت قنوات مصر من العملة الأجنبية انتعاشًا ملحوظًا بفضل تحسن الأوضاع الاقتصادية.

انتعاش السياحة وزيادة تحويلات المصريين بالخارج

شهد قطاع السياحة نموًا كبيرًا في الإيرادات، حيث حقق نحو 8 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، بحسب تصريحات وزير السياحة. كما ارتفعت تحويلات المصريين العاملين في الخارج بنسبة 64.5% لتصل إلى ما يقارب 19.4 مليار دولار خلال نفس الفترة، وفقًا لبيانات البنك المركزي.

نمو الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر

شهدت الصادرات المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في النصف الأول من 2025، مسجلةً 24.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 22% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي. وتسعى الحكومة لرفع قيمة الصادرات إلى 46 مليار دولار بنهاية العام. كما شهد الاستثمار الأجنبي المباشر تدفقات قوية بلغت 9 مليارات دولار في النصف الأول من العام.

إقبال المستثمرين على أدوات الدين الحكومي

زاد إقبال المستثمرين الأجانب على أدوات الدين الحكومي المصرية، مثل أذون وسندات الخزانة، مدفوعين بالعائد المرتفع الذي تقدمه هذه الأدوات مقارنةً بالأسواق العالمية الأخرى. هذا الإقبال ساهم في تعزيز احتياطيات النقد الأجنبي لمصر، والتي تجاوزت 49 مليار دولار في يوليو الماضي.