التعليم الفني في مصر.. قفزة نوعية نحو مستقبل واعد

تشهد منظومة التعليم الفني في مصر تطورات جذرية وسريعة، مدفوعة برؤية مصر 2030، بهدف مواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لمستقبل مهني مُشرق. ويأتي ذلك في إطار استراتيجية وطنية شاملة لتطوير التعليم الفني والجامعات التكنولوجية، تعتمد على أحدث النظم العالمية وتُلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.
قفزات ملحوظة وإشادات دولية
حققت مصر قفزات نوعية في مجال التعليم الفني، نالت إشادة دولية واسعة. فقد أشاد البنك الدولي ببرنامج إصلاح التعليم في مصر، الذي يركز على تطوير مهارات التفكير النقدي والتعلم الذاتي. كما ثمنت اليونسكو جهود دمج الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية في النظام التعليمي المصري، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030.
تقدم ملحوظ في المؤشرات الدولية
سجلت مصر تقدمًا كبيرًا في مؤشرات التعليم العالمية، حيث تقدمت 70 مركزًا في مؤشر التعليم التقني والتدريب المهني الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتحتل المركز 43 عام 2024، مُقارنة بالمركز 113 عام 2017. كما تقدمت 10 مراكز في مؤشر جودة التعليم الصادر عن «US News»، لتصل إلى المركز 41 عام 2024.
توسع مؤسسي وزيادة أعداد الطلاب
شهدت مصر زيادة ملحوظة في عدد مدارس التعليم الفني، بنسبة 104.1%، لتصل إلى 3444 مدرسة عام 2024/2025. كما ارتفع عدد طلاب التعليم الفني بنسبة 56.7%، ليصل إلى 2.35 مليون طالب في نفس العام. ويُعزى هذا التوسع إلى إنشاء مدارس تكنولوجيا تطبيقية بالشراكة مع القطاع الخاص، مثل مدرسة السويدي الدولية، وإلكترو مصر، لربط التعليم بالمشروعات القومية.
مدارس متخصصة لخدمة المشروعات القومية
تم إنشاء مدارس متخصصة لخدمة المشروعات القومية، منها مدارس البترول والبتروكيماويات، ومدرسة تكنولوجيا الطاقة النووية بالضبعة، ومدارس الطاقة الشمسية، مما يُسهم في تلبية احتياجات سوق العمل في هذه القطاعات الحيوية.
تطوير المناهج والشراكة مع القطاع الخاص
تم تطوير 230 برنامجًا وتخصصًا بمدارس التعليم الفني، وبلغت نسبة تطوير المناهج والبرامج الدراسية وفقًا لمنهجية الجدارات المهنية 85%. كما تم عقد 90 شراكة مع القطاع الخاص في مجال التعليم والتدريب المزدوج، لضمان مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات السوق.
مراكز تميز لتدريب الكوادر الفنية
تم افتتاح مراكز تميز لتدريب المدرسين والخريجين والعاملين، مثل مركز تميز زين العابدين لقطاع الصناعات الهندسية، ومركز تميز قطاع السيارات بالعبور، بهدف الارتقاء بمستوى الكوادر الفنية وتزويدهم بالمهارات الحديثة.
الجامعات التكنولوجية والتحول الرقمي
شهدت الجامعات التكنولوجية إقبالًا متزايدًا، حيث تضاعف عدد الطلاب الملتحقين بها ليصل إلى 30 ألف طالب عام 2024/2025. وتسعى الدولة إلى زيادة هذا العدد إلى 150 ألف طالب بحلول عام 2030، من خلال افتتاح جامعات تكنولوجية جديدة في مختلف المحافظات.
دعم خريجي التعليم الفني
حرصًا على دعم خريجي التعليم الفني، تم إقرار نسبة مرنة لهم عند التقدم لتنسيق الجامعات التكنولوجية، وتم فتح باب التقدم لكليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي لخريجي المدارس الفنية المتخصصة في هذا المجال.