العلم والدين.. جناحا نهضة مصر في ندوة بجامعة الزقازيق

شهدت جامعة الزقازيق ندوةً هامةً بعنوان “العلاقة بين العلم والدين“، ألقى خلالها فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمةً أكد فيها أن العلاقة بين العلم والدين ليست علاقة صراع، بل تكاملٍ وتعاضد، يساند كل منهما الآخر نحو الطريق القويم.

العلم والدين.. تكامل لا تناقض

أوضح مفتي الجمهورية أن أي تصورٍ قائم على التعارض بين الوحي والعقل، أو بين الدين والعلم، هو وهمٌ نتج عن فهمٍ قاصرٍ للدين والعلم، مشيرًا إلى أن الخلل ليس في جوهر الدين أو العلم، وإنما في فهم بعض المنتسبين إليهما ممن لم يدركوا حدود كل منهما ومساحاته.

العقل.. نفحة ربانية لفهم الوحي

أشار فضيلته إلى أن اللبس الحاصل في فهم العلاقة بين الدين والعلم مرده إلى عدم إدراك طبيعة العلاقة بين النقل والعقل، موضحًا أن لكل منهما مجاله، وأن كليهما مصدرهما الله تعالى، فالوحي هداية إلهية، والعقل نفحة ربانية، ويهدفان معًا إلى سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. كما أكد أن استحضار العقل في فهم الوحي ليس خصمًا منه، بل شرط من شروط الاهتداء به.

حدود العلم الطبيعي وآفاق الدين الإلهي

بيّن الدكتور عياد ضرورة التمييز بين جوانب العلم الطبيعي وجوانب الدين الإلهي، فالعلم -رغم تقدمه- لا يمكنه الإحاطة بكل شيء، بينما للدين آفاق ممتدة في الوجدان والمعنى والمقصد، مستنكرًا ظن من يعتقد أن الدين يعارض العلم، وهو سابق إليه في كثير من المبادئ والأخلاقيات.

إخضاع النصوص للنظريات.. خطأ منهجي

اختتم مفتي الجمهورية كلمته بالتنبيه إلى خطأ منهجي يتمثل في إخضاع النصوص الدينية للنظريات العلمية، مؤكدًا أن الحقيقة العلمية تختلف عن النظرية العلمية، فالحقيقة ثابتة، بينما النظرية قابلة للتطور، ومن ثم فلا ينبغي أن يكون الدين رهينًا لفروض لم تُقطع بيقينها.

كلماتٌ أثنت على الدور التنويري لدار الإفتاء

من جانبه، أشاد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، بأهمية الندوة، مؤكدًا أن العلم والدين هما جناحا النهضة، فبالعلم تُبنى الحضارات، وبالدين تُصان القيم. كما أثنى الدكتور خالد الدرندلي، رئيس جامعة الزقازيق، على جهود مفتي الجمهورية في نشر الوعي الرشيد، مشددًا على أهمية التكامل بين المؤسسات الدينية والتعليمية.

حضر الندوة لفيفٌ من الشخصيات البارزة، منهم نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، ونائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، ونائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس.