عرب وعالم

طريق ترامب للهيمنة؟ اتفاق أذربيجان وأرمينيا يثير قلق إيران

في تطور دبلوماسي مفاجئ، رعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقًا تاريخيًا بين أذربيجان وأرمينيا، يمهد الطريق لإنهاء عقود من العداء. لكن هذا الاتفاق، الذي بدا للوهلة الأولى كخطوة نحو السلام، أثار قلقًا بالغًا في طهران، فما القصة؟

ممر استراتيجي على حدود إيران يثير التساؤلات

ينص الاتفاق على إنشاء ممر استراتيجي عبر جنوب أرمينيا، يربط أذربيجان بجيبها ناختشيفان. هذا الممر، الذي سيعمل تحت السيادة الأرمنية عبر عقد إيجار طويل الأمد لصالح كونسورتيوم أمريكي، يُعتبر مطلبًا قديمًا لباكو، ولكنه يمثل في الوقت نفسه مصدر قلق لإيران، حيث يقع على حدودها مباشرة. بعض المحللين الإيرانيين وصفوا الاتفاق بأنه “خنق جيوسياسي” للبلاد.

روسيا تتلقى ضربة جديدة في المنطقة

يُنظر إلى الاتفاق أيضًا على أنه ضربة لنفوذ روسيا المتراجع في المنطقة، خاصة مع توجه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان نحو الغرب. موسكو، المنشغلة بالحرب في أوكرانيا، تبدو عاجزة عن مواجهة هذه المبادرة الأمريكية.

الموقف الرسمي الإيراني: قلق وتحفظ

أعربت إيران رسميًا عن قلقها من الاتفاق، مؤكدة على ضرورة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها في أي اتفاقيات إقليمية. عباس موسوي، السفير الإيراني السابق في باكو، وصف تدخل ترامب بأنه “مثير للاهتمام، مهين وخطير”.

“طريق ترامب”: بوابة للسلام أم للهيمنة؟

الاتفاق، الذي يُطلق عليه اسم “طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي”، يضم طرقًا وسككًا حديدية وخطوط طاقة وأليافًا بصرية. ورغم اعتراضاتها، تبدو خيارات إيران محدودة لوقف هذا المشروع، الذي تراه واشنطن والطرفان الآخران مفيدًا لمصالحهم. تخشى طهران من أن يؤدي الاتفاق إلى وجود أمريكي دائم على حدودها، ما قد يحد من وصولها إلى البحر الأسود وأوروبا.

انعكاسات اقتصادية وتحديات سياسية

من المتوقع أن يسهم الاتفاق في فتح الحدود بين أرمينيا وتركيا، ودمجها في مشروع “الممر الأوسط” للتجارة بين أوروبا والصين، متجاوزًا روسيا وإيران. يُنظر إلى هذا الأمر كفرصة اقتصادية مهمة لأرمينيا. لكن الاتفاق يشمل أيضًا شروطًا سياسية، كشرط الرئيس الأذربيجاني بتعديل الدستور الأرميني، وهو ما قد يزيد التوتر الداخلي في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى