ثورة 30 يونيو: كيف انتصر الفن المصري على مشروع التمكين الإخواني؟

في لحظة فارقة من تاريخ مصر، لم تكن الحرب بالمدافع والدبابات، بل حربًا على العقول والوجدان. حربٌ خفيةٌ تُشنّ على الهوية المصرية، تتسلل إلى الوعي الجمعي، وتُهدد بقلب المفاهيم رأسًا على عقب. هنا، برز الفن كسلاحٍ ناعمٍ في مواجهة مشروع التمكين الإخواني، حاملاً لواء المقاومة، ومُدافعًا عن روح الوطن.
الفن سلاح المقاومة
منذ فجر التاريخ، لم يكن الفن مجرد تسلية، بل أداة مقاومة في وجه الحروب الجديدة. فإذا كانت ثورة 23 يوليو نادت بالعزة والكرامة، وثورة يناير فتحت أبواب التعبير عن الغضب، فإن 30 يونيو اندلعت لتؤكد للعالم أن المعركة ضد مصر ليست سياسية فحسب، بل ثقافية في المقام الأول. حاول الإخوان، بأساليبهم الملتوية، اختطاف الوطن، لكن حلمهم الخبيث باء بالفشل بفضل يقظة المصريين.
طموح الإخوان الزائف
خرج الإخوان من جحورهم، حالمين بالصعود إلى القمة، متوهمين أن مصر لقمة سائغة. لم يدركوا أن هذه اللقمة ستقف في حلوقهم، وأن مصر عصية على الاحتلال، حتى لو ارتدى الجلباب. بمجرد وصولهم إلى الحكم، بانت شراهتهم، وسارعوا لتنفيذ مخططاتهم السوداء بـالتمكين الثقافي، مستهدفين الفن كبوابة للسيطرة على العقول.
هوليوود الشرق في مواجهة التطرف
أدرك الإخوان أن مصر بلد الفنون، وأن السيطرة عليها تعني السيطرة على عقول المصريين. حاولوا فرض مشروعهم الظلامي على هوليوود الشرق، وتهديد روحها الحرة. سَعَوا لتغيير الثقافة المصرية، وفرض خطابهم الأحادي المتدين المزيف. أرادوا إذابة الشخصية المصرية في هوية بديلة قائمة على الانتماء الأممي الإسلامي. لكن الرد جاء من الميدان الفني نفسه.
30 يونيو: نقطة تحول
جاءت 30 يونيو 2013 كنقطة تحول في تاريخ مصر، فقد أدرك الفنانون دورهم الوطني في الدفاع عن الهوية المصرية وحماية الوعي الجمعي من مشروع التمكين الإخواني. اصطفوا على الجبهة، كمنصات مؤثرة ودروع بشرية، مستخدمين أسلحتهم التنويرية الناعمة في مواجهة الظلام الإخواني.
الدولة المصرية: راعية الفن
أصبحت الدولة رقم «1» في دعم الفن الحقيقي المناهض للتطرف. دشنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أكبر صرح إعلامي وثقافي في الشرق الأوسط، لضبط بوصلة المصريين نحو هويتهم الأصيلة. دعمت الإنتاج الدرامي والسينمائي، وأحيت المحتوى الوثائقي، وأطلقت المبادرات التعليمية والإعلامية لنزع الأفكار الطائفية.
السينما والدراما: توثيق البطولات وكشف الحقائق
استعادت السينما المصرية مجدها كمشروع وطني، مع أفلام مثل «الخلية»، و«الممر»، و«السرب». كما طرحت أفلامًا مثل «بيت الروبي»، و«كيرة والجن». وحققت الدراما المصرية قفزات هائلة، مع أعمال مثل «الاختيار» التي وثقت معركة الدولة مع الإرهاب، و«الجماعة 2»، و«هجمة مرتدة»، و«العائدون»، و«القاهرة كابول»، التي كشفت مشروع التمكين الإخواني، و«الحشاشين» التي تناولت جذور الإرهاب التاريخية.
الموسيقى والمسرح: أصوات المقاومة
في مجال الموسيقى، ظهر تيار الغناء المقاوم، مع أغاني مثل «تسلم الأيادي»، و«أنا ابن مصر»، و«قالوا إيه»، و«إحنا مش بتوع حداد». وشهدت مصر عودة الأصوات المصرية الأصيلة، وإطلاق منصات مثل «واتش ات». وعلى الرغم من التراجع النسبي للمسرح، شهد مسرح الطليعة والقومي تجارب جادة ناقشت قضايا الهوية والانتماء.
الانتصار في معركة الوعي
نجحت ثورة 30 يونيو في إغلاق نوافذ المشروع التخريبي، وساهمت في بناء دروع فنية وإعلامية وثقافية. اشتبك الفن في المعركة، وكشف الخداع الإخواني، وأعاد الثقة بالنفس، وساهم في بناء مناعة ضد الشعارات المزيفة.