عرب وعالم

الهجرة المناخية: توفالو تغرق.. وأستراليا تفتح أبوابها لإنقاذ شعبها

في مشهد يعكس قسوة التغير المناخي، يتسابق أكثر من ثلث سكان دولة توفالو الجزرية الصغيرة في المحيط الهادئ، للحصول على فرصة الهجرة إلى أستراليا. يأتي ذلك في إطار برنامج تأشيرات تاريخي، يهدف إلى إنقاذهم من شبح ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يهدد بغمر جزرهم المنخفضة.

برنامج هجرة تاريخي لأبناء توفالو

يبلغ عدد سكان توفالو حوالي 10,000 نسمة، يعيشون على جزر مرجانية لا يتجاوز ارتفاعها ستة أمتار عن سطح البحر، ما يجعلها شديدة التأثر بتغير المناخ. في منتصف يونيو، أطلقت أستراليا برنامج تأشيرات جديدًا، يمنح 280 فائزًا في قرعة عشوائية الإقامة الدائمة فور وصولهم، مع حق العمل والتعليم والاستفادة من خدمات الرعاية الصحية. وقد تجاوز عدد المتقدمين 4,000 شخص، وفقًا لشبكة CNN.

أستراليا: نؤمن بـ”التحرك بكرامة”

أكدت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، أن البرنامج يجسد “رؤيتنا المشتركة للحركة بكرامة”. وأوضحت أن البرنامج يوفر للتوفاليين فرصة للعيش والدراسة والعمل في أستراليا، في ظل التحديات المناخية المتزايدة.

توفالو تواجه خطر الغرق

حذر رئيس وزراء توفالو، فيليتي تيو، من أن أكثر من نصف بلاده قد تغمرها المياه بحلول عام 2050، بينما ستكون 90% من أراضيها تحت الماء بانتظام بحلول عام 2100. وأشار إلى أن طبيعة توفالو “المسطحة تمامًا” تجعل من خيار النزوح الداخلي مستحيلاً.

اتفاقية شاملة بين أستراليا وتوفالو

يأتي برنامج التأشيرات ضمن اتفاقية أوسع نطاقًا بين أستراليا وتوفالو، تُلزم كانبيرا بالدفاع عن توفالو عسكريًا وفي مواجهة تغير المناخ. يشمل ذلك ضمان السيادة و”الاعتراف الرقمي” بالدولة حتى في حال غمرها بالكامل.

توفالو.. أول دولة رقمية في العالم؟

خلال قمة المناخ COP27، أعلنت توفالو عن خطتها الطموحة لتصبح أول دولة تنقل وجودها بالكامل إلى الفضاء الرقمي. وذلك من خلال إنشاء أرشيف رقمي لأراضيها وثقافتها ووظائف حكومتها. من جانبها، أكدت أستراليا اعترافها بسيادة توفالو الرقمية، لضمان استمراريتها الرمزية حتى بعد زوالها المادي.

تناقض المواقف الدولية تجاه توفالو

يُلاحظ التباين بين موقف أستراليا الداعم لتوفالو، وتوجهات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي فرضت قيودًا مشددة على سياسات المناخ والهجرة. وقد أشارت تقارير إلى أن واشنطن كانت تُفكر في إضافة توفالو إلى قائمة الدول المحظور دخولها، مما يزيد من عزلة هذه الدولة الجزرية الصغيرة في مواجهة الكوارث البيئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى