فن

أمل دنقل.. فارس الكلمة وصوت الرفض في ذكرى ميلاده

في ذكرى ميلاد شاعر الرفض، أمل دنقل، نستعيد سيرةً حافلةً بالكلمات المضيئة والقصائد الخالدة التي حفرت اسمه في تاريخ الأدب العربي. رحلةٌ قصيرةٌ لكنها أثمرت إرثًا شعريًا ثريًا، امتد تأثيره لأجيالٍ متعاقبة.

نشأة صعيدية وأولى الخطوات

في عام 1940، شهدت قرية القلعة بمحافظة قنا مولد أمل دنقل، ابن عالم أزهري تأثر بجو الثورة المصرية، ما انعكس على كتاباته لاحقًا. انتقل دنقل إلى القاهرة، والتحق بكلية الآداب، لكنه انقطع عنها ليعمل ويعيل نفسه. كون مكتبةً ضخمةً ضمت كتبًا في الفقه والشريعة والتراث العربي، وعمل في عدة وظائف حكومية قبل أن يستقر به المقام في منظمة التضامن الأفروآسيوي.

شاعر الرفض.. صوتٌ مختلفٌ في زمن التغيرات

تميز أمل دنقل بأسلوبه الشعري المختلف، مستلهمًا رموز التراث العربي في زمنٍ كان فيه التأثر بالميثولوجيا الغربية هو السائد. عاصر أحلام العروبة وثورة 1952، وتأثر بنكسة 1967 التي عبّر عنها في رائعته «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» ومجموعته «تعليق على ما حدث».

الجنوبي.. حكاية مصر من قلب الصعيد

عكس أمل دنقل حكاية مصر وناسها، خاصةً أهل صعيده، في قصيدته الشهيرة «الجنوبي» ضمن مجموعته «أوراق الغرفة 8». بداية شهرته الحقيقية كانت مع ديوانه «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» عام 1969، الذي لامس وجدان القارئ العربي بتجسيده معاناة النكسة.

قصة حبٍ خالدة مع عبلة الرويني

في عام 1976، التقى أمل دنقل بالكاتبة الصحفية عبلة الرويني، وتزوجا بعد عامين. وصفته الرويني في كتابها «الجنوبي» بأنه كان شديد التدين في صباه، يلقي خطب الجمعة في المساجد، قبل أن ينجذب لاحقًا للماركسية والوجودية، لكنه ظل باحثًا عن الحقيقة والاطمئنان.

إرثٌ شعريٌ خالد

رغم رحيله المبكر، ترك أمل دنقل إرثًا شعريًا قيمًا، تضمن سبع مجموعات شعرية هي:

  • البكاء بين يدي زرقاء اليمامة (1969)
  • تعليق على ما حدث (1971)
  • مقتل القمر (1974)
  • العهد الآتي (1975)
  • أوراق الغرفة 8 (1983)
  • أقوال جديدة عن حرب بسوس (1983)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى