تحليل أسعار الذهب في مصر: هل نشهد موجة صعود جديدة؟

تتجه أنظار المستثمرين في مصر والعالم إلى سوق الذهب، في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بالشرق الأوسط. فبعد الضربة العسكرية الأمريكية لإيران، عادت أجواء القلق لتسيطر على المنطقة، ما دفع بالذهب نحو استعادة بريقه كملاذ آمن، وسط توقعات بارتفاع أسعاره خلال الفترة المقبلة.
تأثير التوترات الجيوسياسية على سعر الذهب
شهد سوق الذهب العالمي تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي. ففي حين تراجع سعر أونصة الذهب بدايةً متأثرًا بتثبيت الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة، إلا أن الضربة العسكرية الأمريكية لإيران قلبت الموازين. أغلق سعر الأونصة العالمية الأسبوع فوق مستوى 3370 دولارًا، وهو ما يعتبره محللون مفتاحًا للعودة إلى الاتجاه الصاعد، خاصةً مع استمرار التوترات الجيوسياسية.
سوق الذهب في مصر
انعكس تراجع سعر الذهب عالميًا على السوق المصري، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا، بنسبة 1.2% ليغلق عند 4785 جنيهًا، مقارنة بـ 4845 جنيهًا في بداية الأسبوع. يأتي هذا التراجع متأثرًا بتذبذب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، والذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا بداية الأسبوع بدعم من مخاوف التصعيد العسكري، ما دفع سعر الذهب عيار 21 للاقتراب من مستوى 5000 جنيه للجرام، مسجلاً أعلى مستوى عند 4945 جنيهًا. إلا أن تراجع سعر الأونصة عالميًا واستقرار سعر الصرف لاحقًا ضغطا على أسعار الذهب محليًا.
مستقبل أسعار الذهب
يتوقع خبراء سوق الذهب أن يشهد السوق المحلي انتعاشًا واستعادة زخم الصعود، خاصة إذا ما استمرت التوترات في التصاعد بالشرق الأوسط. ويشيرون إلى احتمالية اقتراب سعر جرام الذهب عيار 21 من مستوى 5000 جنيه مرة أخرى، خصوصًا إذا تجاوزت أونصة الذهب مستوى 3426 دولارًا. يُجمع المحللون على أن العوامل السياسية أصبحت المحرك الرئيسي لسوق الذهب حاليًا، مع ترقب المستثمرين لأي تطورات جديدة قد تؤثر على مسار الفائدة الأمريكية أو تؤجج المخاطر في أسواق السلع والعملات.
يذكر أن ضعف المعروض واستمرار ارتفاع الطلب، بالإضافة إلى الدعم الجزئي من تحركات الدولار في البنوك الرسمية، كلها عوامل ساهمت في تخفيف حدة التراجع الذي شهده سوق الذهب المصري مؤخرًا.