إسرائيل تُعيد حساباتها: حرب طويلة الأمد ضد إيران للقضاء على التهديد الوجودي

في تطور لافت للأحداث، غيّر الجيش الإسرائيلي تقديراته بشأن مدة المواجهة مع إيران، مؤكدًا أنها لن تكون حربًا خاطفة كما كان متوقعًا في البداية. فبعد أن أعلن في بادئ الأمر أن العملية العسكرية ستنتهي خلال أسبوعين على أقصى تقدير، خرج الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، ليُعلن يوم السبت أن الحرب لن تكون سريعة، وأن هناك أهدافًا أخرى يتعين تحقيقها.
تهديد وجودي يستدعي حربًا طويلة
أكد ديفرين أن الحرب على إيران ليست نزهة عابرة، بل هي معركة ضد تهديد وجودي يستوجب القضاء عليه. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي مُستعد لحملة طويلة الأمد، ولن يتوقف عن القتال ومهاجمة إيران حتى يحقق هدفه النهائي. جاءت هذه التصريحات لتُوضّح ما قاله رئيس الأركان، إيال زامير، حول استعداد الإسرائيليين لحملة طويلة ضد إيران للقضاء على التهديد الإيراني، مُشيرًا إلى صعوبة إنهاء الحملة العسكرية بسرعة.
إسرائيل تُعيد حساباتها
في بيان مصور، قال زامير إن الجيش الإسرائيلي يستعد لمجموعة من التطورات المُحتملة، مؤكدًا أنهم شرعوا في الحملة الأكثر تعقيدًا في تاريخهم للقضاء على التهديد الإيراني. وأشار إلى أن الجيش على أهبة الاستعداد لحملة طويلة، وأن حرية تحركهم تتسع مع مرور الوقت، بينما تضيق حرية تحرك العدو. وعلى الرغم من تحقيق نتائج مُهمة، إلا أن زامير أكد أن أيامًا صعبة تنتظرهم، داعيًا إلى اليقظة والوحدة حتى إتمام المهمة.
تغيير في التقديرات الإسرائيلية
علّقت مصادر مُطلعة على تغيير التقديرات الإسرائيلية، قائلةً إن تصريحات الجيش الإسرائيلي الأخيرة تُؤكد إدراكه أن تقديراته السابقة بشأن عملية سريعة في إيران كانت خاطئة، وأصبح الآن يعتبر حربه مع إيران حربًا وجودية. وأوضحت “القناة 12” الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أدركت أن الحملة العسكرية ضد إيران ستستغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا. يُذكر أن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي كانوا قد أكدوا في بداية الحرب أن أهداف الحملة ستُحقق في غضون أسبوع أو أسبوعين على أقصى تقدير.
دور ترمب المُنتظر
رجّح البعض أن يكون هذا التغيير في الموقف الإسرائيلي مرتبطًا بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنه سيستغرق ما يصل إلى أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب، وربما تنتظر إسرائيل الآن قرار ترمب الذي يُعدّه مصيريًا من حيث مدة وكيفية إنهاء المواجهة العسكرية. أفادت “القناة 13” الإسرائيلية بأن الإسرائيليين ينتظرون انضمام الرئيس الأمريكي إلى الحملة بعد أسبوع من الحرب، ويشعرون بقربها وفقًا لتقييمات خلصت إليها مشاورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، والتي شملت مشاورات مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، بالإضافة إلى مسؤولين أميركيين كبار.
أهداف الحملة الإسرائيلية
وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، من المتوقع أن ينضم ترمب إلى الحملة العسكرية ما لم يحدث تقدم دبلوماسي كبير بين الولايات المتحدة وإيران. تريد إسرائيل انضمام الولايات المتحدة لتحقيق أهداف الحملة الأربعة: إلحاق ضرر كبير بالبرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ، والمحور الشيعي، وتهيئة الظروف لإحباط البرامج النووية والصاروخية على المدى الطويل عبر الوسائل الدبلوماسية.
مصير منشأة فوردو النووية
أشارت “القناة 13” إلى أن البند الأخير هو الأكثر أهمية، ويشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت تعلم أن هذه الخطوة العسكرية لن تكون فعّالة إلا بتوقيع اتفاق سياسي. وتعتقد إسرائيل أن انضمام الولايات المتحدة سيُسرّع هذا الاتفاق، لكن حتى إذا لم تنضم واشنطن، فإن إسرائيل ستواصل الهجوم على إيران. ونقل رون بن يشاي، المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: “إذا لم يهاجم الأميركيون منشأة فوردو النووية، أو لم يتم التوصل إلى اتفاق لتفكيك أجهزة الطرد المركزي في الموقع وإزالتها من إيران، فسيتولى الجيش الإسرائيلي هذه المهمة”.