هل يشعل الصراع في الشرق الأوسط أسعار النفط العالمية؟ سيناريوهات محتملة وتداعيات اقتصادية

تراقب الأسواق العالمية بقلق بالغ تطورات الصراع الدائر في الشرق الأوسط، وتحديدًا بين إسرائيل وإيران، في ظل مخاوف متزايدة من تداعيات اقتصادية وخيمة، خاصةً مع احتمال انضمام الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصراع، وما قد يسببه ذلك من ارتفاع حاد في أسعار النفط.

سيناريوهات محتملة وتأثيرها على أسعار النفط

وضع محللون في شركة “أكسفورد إيكونوميكس” الاستشارية ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطورات الصراع، بدءًا من تهدئة الأوضاع، ووصولًا إلى توقف الإنتاج الإيراني من النفط كليًا، أو حتى إغلاق مضيق هرمز، وهو ما قد يدفع أسعار النفط العالمية إلى ما يقارب 130 دولارًا للبرميل، ما يعني ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى قرابة 6% مع نهاية العام الحالي.

تداعيات ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي

يُجمع الخبراء على أن أي ارتفاع في أسعار الطاقة سيؤثر سلبًا على إنفاق المستهلكين، بسبب تآكل دخولهم الحقيقية. كما أن المخاوف من حدوث موجة تضخمية ثانية ستُصعّب من مهمة خفض معدلات الفائدة في الولايات المتحدة خلال العام الجاري.

وقد يكون قطاع النفط هو الأكثر تأثرًا بتصاعد الصراع، حيث شهدت الأسعار قفزات ملحوظة بالفعل، مدفوعةً بمخاوف تعطل الإمدادات. لكن التأثير قد يمتد لاحقًا إلى فئات الأصول الأخرى، مثل السندات والأسهم، خاصةً إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع.

هل تتجاهل الأسواق التوترات الجيوسياسية؟

أشار محللو بنك “سيتي جروب” إلى أن الأسواق المالية لم تُعر اهتمامًا كبيرًا حتى الآن بالتوترات الجيوسياسية، باستثناء تأثيرها المباشر على أسعار النفط. ويتوقع المحللون أن يظل ارتباط أسعار الطاقة بالأسهم هو العامل الرئيسي المؤثر في أداء الأسواق المالية خلال الفترة المقبلة.

مخاوف من تدخل أمريكي مباشر

رغم صمود الأسواق الأمريكية حتى الآن في وجه التوترات المتصاعدة، إلا أن المستثمرين يرون أن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر في الصراع قد يُثير حالة من الذعر في الأسواق المالية، ما قد يؤدي إلى موجة بيع واسعة النطاق، وارتفاع حاد في أسعار النفط، يُفاقم من معاناة الاقتصاد العالمي، المثقل أصلًا بتداعيات الحرب التجارية.

تأثير الصراع على الدولار الأمريكي

قد يكون لتصاعد الصراع وتدخل الولايات المتحدة العسكري آثار متباينة على الدولار الأمريكي. ففي حين تراجع الدولار خلال العام الجاري وسط مخاوف من تراجع الاستثنائية الأمريكية، إلا أن تدخل واشنطن عسكريًا في الصراع بين إيران وإسرائيل قد يُعزز من مكانة الدولار الأمريكي كملاذ آمن في البداية.