تحذيرات من ارتفاع أسعار الغاز.. صراع إسرائيل وإيران يُهدد إمدادات الطاقة العالمية

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية وسط مخاوف التجار من تأثر إمدادات الطاقة العالمية. وتأتي هذه المخاوف في وقت حرج للعالم، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقة.
توترات جيوسياسية تُلقي بظلالها على أسواق الطاقة
شهدت العقود الآجلة القياسية للغاز ارتفاعًا بنسبة 1.8%، بعد تذبذب في الجلسة السابقة. يأتي هذا الارتفاع عقب دعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإخلاء طهران، وتصريحاته اللاحقة بأن انسحابه من قمة مجموعة السبع في كندا «لا علاقة له» بالعمل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. ورغم أن أوروبا تبدو مزودة بما يكفي من الغاز حاليًا، إلا أن اعتمادها الكبير على الغاز الطبيعي المسال يجعل أسعارها عرضة للتقلبات الحادة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.
مخاوف من إغلاق مضيق هرمز
يُعدّ مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية لتجارة النفط والغاز في العالم، وتعتمد أوروبا بشكل كبير على الغاز الطبيعي المسال القادم من قطر عبر هذا المضيق. وتُثير احتمالية إغلاق إيران للمضيق في حال تصاعد الصراع قلقًا بالغًا، حيث سيؤثر ذلك على إمدادات الغاز إلى أوروبا، وسيُعطل حركة ناقلات النفط من المنطقة.
تأثير محدود للصراع.. حتى الآن
حتى اللحظة، يبقى تأثير الصراع على أسواق الغاز العالمية محدودًا، وفقًا لتحليلات مجموعة جولدمان ساكس. فقد ساهمت الواردات المتواضعة من الصين في توفير المزيد من الغاز لمشترين آخرين، مثل مصر، التي سارعت لإيجاد موردين بديلين بعد أن خفضت إسرائيل تدفقاتها.
الاتحاد الأوروبي يُخطط لإنهاء اعتماده على الغاز الروسي
في خطوة هامة نحو تعزيز أمن الطاقة، يعتزم الاتحاد الأوروبي إنهاء اعتماده التدريجي على الغاز الروسي بحلول نهاية عام 2027، سواءً عبر خطوط الأنابيب أو الغاز الطبيعي المسال. ومن المُنتظر أن تكشف المفوضية الأوروبية عن مقترحاتها التفصيلية بهذا الشأن قريبًا. تُمثل الإمدادات الروسية حاليًا حوالي 13% من واردات الغاز للمنطقة.
ارتفاع العقود الآجلة للغاز في أوروبا
في ظل هذه التطورات، ارتفعت العقود الآجلة الهولندية للغاز، والتي تُمثل معيار الغاز في أوروبا، بنسبة 0.6% إلى 38.12 يورو لكل ميجاوات في الساعة.
يُذكر أن انخفاض مخزونات الغاز في أوروبا إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات خلال الشتاء الماضي، يُضيف مزيدًا من الضغوط على أسواق الطاقة، ويزيد من أهمية تأمين مصادر إمداد بديلة ومستقرة.