عرب وعالم

درعا تحترق: نزوح جماعي وأزمة إنسانية خانقة على الحدود الأردنية

تتجه الأنظار إلى مجلس الأمن الدولي الذي يعقد جلسة طارئة، الخميس، لبحث تطورات الأوضاع المتصاعدة في محافظة درعا جنوب غربي سوريا، وسط نزوح جماعي غير مسبوق شرد ما يقرب من 300 ألف سوري حتى الآن، بحسب مصادر دبلوماسية.

مفاوضات هشة ومطالب روسية مثيرة للجدل

في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، بدأ مفاوضون عن فصائل المعارضة المسلحة في درعا جولة جديدة من المحادثات مع مندوبين روس، الثلاثاء، سعياً للتوصل إلى اتفاق سلام ومصالحة لإنهاء الحرب في جنوب سوريا. وتتضمن المباحثات السماح للقوات الروسية بدخول البلدات التي ستنسحب منها الفصائل المسلحة، بحسب إبراهيم الجباوي، المتحدث باسم الجيش السوري الحر.

لكن هذه المفاوضات تأتي وسط انقسام في صفوف المعارضة حول قائمة مطالب روسية، اعتبرها البعض بمثابة استسلام وليس مصالحة. وتنص المطالب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، وعودة المؤسسات الرسمية، ورفع العلم السوري، وسيطرة القوات الحكومية على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

الأردن في مرمى النيران

يتوسط الأردن هذه المفاوضات، ساعياً لإيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة على حدوده، حيث وصل آلاف النازحين السوريين في محاولة للدخول، وسط مخاوف من تداعيات النزوح الجماعي على أمنه واستقراره. ومن المقرر أن يقدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقريراً لأعضاء مجلس الأمن حول الوضع الإنساني المتردي في درعا، ووضع النازحين على الحدود الأردنية.

إسرائيل والأردن تغلقان الحدود

في ظل هذا الوضع المأساوي، أغلقت كل من إسرائيل والأردن حدودهما أمام النازحين السوريين، معلنتين أنها ستبقى مغلقة حتى في ظل تزايد أعداد الفارين من الهجمات. ويبرر الأردن موقفه بعدم قدرته على استيعاب المزيد من اللاجئين، بعد أن استقبل حوالي 650 ألف لاجئ سوري.

مناشدات أممية لم تفلح في وقف المأساة

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء استمرار الضربات الجوية والهجمات الأرضية المكثفة على درعا، والتي أدت إلى مقتل وجرح مدنيين، ووصفت الوضع بأنه “أكبر عملية نزوح في المنطقة منذ بدء الصراع”. كما حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الأردن على فتح حدوده، ودعت دولاً أخرى في المنطقة لاستقبال اللاجئين، إلا أن هذه المناشدات لم تفلح في وقف الهجمات.

وتشير التقارير إلى تردي الأوضاع الإنسانية للنازحين على الحدود الأردنية، حيث يعانون من العواصف الرملية ودرجات الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 45 درجة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض ونقص المياه والغذاء. وقد أفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 12 طفلاً وامرأتين ورجل مسن بالقرب من الحدود الأردنية بسبب لدغ العقارب والجفاف والأمراض.

يذكر أن الحرب الأهلية في سوريا، التي اندلعت عام 2011، أودت بحياة 350 ألف شخص، وشردت الملايين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ورغم العملية العسكرية، دعا النظام السوري اللاجئين للعودة إلى المناطق التي تمت استعادتها، لكن كثيرين يعجزون عن العودة بسبب دمار منازلهم أو خوفاً من التجنيد في الجيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى