انفجار ميناء رجائي الإيراني: خسائر بمليارات الدولارات وغياب الحوكمة الرقمية

شهد ميناء الشهيد رجائي في محافظة هرمزغان الإيرانية كارثة مروعة خلفت خسائر فادحة قدرت بمليارات الدولارات، وراح ضحيتها العشرات. فما هي أسباب هذا الانفجار؟ وما هي التداعيات الاقتصادية واللوجستية التي سيخلفها؟

خسائر بمليارات الدولارات

كشف مسؤول حكومي إيراني أن الأضرار الناجمة عن انفجار ميناء الشهيد رجائي تتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار. وأكد محمد محسن صدر، نائب وزير الاتصالات، أن هذا الحادث كان من الممكن تجنبه لو توفرت منظومة حديثة لإدارة البيانات وتكنولوجيا الموانئ. وتساءل صدر عن كيفية تخزين 130 ألف حاوية دون معرفة محتوياتها بدقة، مشيرًا إلى غياب الحوكمة الرقمية في إدارة البيانات كسبب رئيسي لتفاقم الأضرار.

انقطاعات الكهرباء تُفاقم الأزمة

لم تكن كارثة الانفجار وحدها هي المشكلة، بل إن أزمة نقص الطاقة في البلاد فاقمت الوضع سوءًا. وحذر صدر من أن الاختلال في التوازن الطاقي يُدمر الاقتصاد الإيراني، مشيرًا إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات تكبد خسائر كبيرة جراء انقطاعات الكهرباء المتكررة. وكشف عن خطة لتوفير 30% من استهلاك الطاقة عبر حلول ذكية.

العدد النهائي للضحايا

بعد تضارب الأنباء حول عدد الضحايا، أعلنت وزارة العدل في محافظة هرمزغان أن العدد النهائي للقتلى بلغ 57 شخصًا، بعد أن كان قد أُعلن سابقًا عن 70 قتيلًا. وأوضحت أن الرقم السابق كان يعتمد على عدد الأجزاء البشرية التي تم العثور عليها، لكن تبين لاحقًا أن بعضها يعود لنفس الجثة. وتم إصدار تصاريح دفن لـ 46 جثة، بينما لا يزال 11 شخصًا في عداد المفقودين.

تحقيقات واعتقالات

في أعقاب الكارثة، أعلنت اللجنة المُشكلة لمتابعة الحادثة عن اعتقال مدير حكومي ومدير من القطاع الخاص، في إشارة إلى وجود تقصير أو إهمال أدى إلى وقوع الانفجار. ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.