في خطوة تعكس الاستراتيجية الاستثمارية الحذرة، أعلنت إحدى الشركات التابعة للملياردير المصري نجيب ساويرس عن فوزها بعقد جديد للتنقيب عن الذهب في صحراء مصر الشرقية. يأتي هذا في إطار خطة ساويرس الرامية لتعزيز استثماراته في قطاعي العقارات والذهب، حيث يرى في هذين القطاعين ملاذًا آمنًا أمام التوترات الجيوسياسية الراهنة في المنطقة.
تمثل هذه الخطوة، وفقًا لخبراء الاقتصاد، إشارة إيجابية لقطاع التعدين في مصر، متوقعين زيادة الموارد الدولارية. يتيح العقد الجديد لشركة ساويرس التنقيب في منطقتي بئر أسل وجبل الميت بالصحراء الشرقية، ما يرفع إجمالي عقود التنقيب لديه إلى 5 عقود مع الحكومة المصرية في 10 مناطق مختلفة.
رغم أزمة نقص النقد الأجنبي والتخارج المعلن من قبل عائلة ساويرس في وقت سابق، يظهر التوسع الجديد في قطاع التعدين بالذهب كخطوة استراتيجية. في عام 2018، أعلن نجيب ساويرس تخصيص نصف ثروته للاستثمار في قطاع الذهب، وقام بتضاعف حصته في إحدى كبرى شركات التعدين.
وفي تصريحات حصرية لشبكة CNN بالعربية، أشار الخبير الاقتصادي وائل النحاس إلى أن هذه الخطوة قد تمثل مؤشرًا إيجابيًا لمستقبل قطاع التعدين في مصر، استنادًا إلى تجربة ساويرس في قطاع الاتصالات، الذي شهد تحسنًا كبيرًا بعد استثماراته.
في إطار تنويع استثماراته، يتوقع ساويرس تحقيق مزيد من الاستقرار والعائد من قطاعي العقارات والذهب، خاصةً في ظل التوترات السياسية المستمرة في مناطق عدة حول العالم. يشير إلى توقعه بارتفاع سعر الأوقية إلى 2400 دولار، معتبرًا الذهب ملاذًا آمنًا في هذه الظروف.
من جهته، يشدد النحاس على ضرورة الشفافية في الاتفاقيات والتفاصيل المتعلقة بعمليات التنقيب عن الذهب، مع تحديد كيفية اختيار الشركات وتوزيع العائدات، ويدعو إلى توجيه هذه الإيرادات لصالح الموازنة العامة للدولة لتعزيز الإيرادات.
من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تحقيق استقرار اقتصادي جديد لمصر، حيث تسعى الحكومة لمضاعفة مواردها من النقد الأجنبي وتوجيهها لتحقيق التنمية الشاملة.
