أم الواعظات بالأوقاف: الإسراف في الطعام والشراب والخدمات حرام شرعا ويتنافى مع الوسطية والإحسان
دعت المهندسة بهيرة خير الله الواعظة بوزارة الأوقاف، المواطنين إلى عدم الإسراف في المأكل والمشرب والكهرباء وكافة الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة، مؤكدة ان الإسراف من الإفساد الذي نهى الله عنه والذي لا يتماشى مع أخلاق الصائمين والإحسان الذي يتطلب الاعتدال في كل شيء حتى تتحقق وسطية الأمة الإسلامية التي أرادها الله في محكم تنزيله (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) سورة البقرة : آية 143.
وأوضحت خير الله، الشهير بأم الواعظات – خلال كلمتها الليلة في الحلقة الرابعة من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ.ش.أ./ عبر موقعي الوكالة على (فيس بوك) ويوتيوب على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا على الموقعين بمناسبة شهر رمضان الكريم – أن الإسراف أمر خطير جدًّا نهانا عنه القرآن الكريم ، حيث يقول الحق سبحانه: (وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُوٓاْ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ)، ويقول سبحانه: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) سورة الإسراء : آية 27.
وأضافت خير الله أن من أخطر أنواع الإسراف المنهي عنه , الإسراف في الطعام والشراب بأن نشتري أو نصنع ما لا نأكل ، ثم نلقي به في سلات المهملات ، فهو إضاعة للمال من جهة ، وللنعمة من جهة أخرى ، وأنه ليس من حق من يملك المال أن يؤدي إلى ارتفاع ثمن السلع بالإسراف في استهلاكها فضلاً عن إتلافها ، ولهذا نجد أن من بين القضايا التي اهتمت بها الشريعة الإسلامية “الانفاق والنفقات” لما لهما من تأثير مباشر على حياة الناس الذين يتفاوتون في هذا الأمر في بذل الأموال وإمساكها، فجاءت الشريعة لتمنع التوجُّهات المبنية على الأهواء، أو على مسالك خاطئة وتصورات مضرة بالمجتمعات حيث يمثل المال قوام الحياة وعصبها باعتباره مظهر من مظاهر القوة الاقتصادية للمجتمعات والدول.
وتابعت خير الله: ومن ثم لم تترك الشريعة الإسلامية التصرف في المال للأهواء أو اجتهادات الناس، ولكن وضعت له ضبوط ومعايير وقواعد واضحة، فلا يمكن أن يقبل من أحد أن يخالف هذه الأسس، هذه الأسس والقواعد التي ترتب وتنظم حياة الناس، وتمنع ظلمهم بعضهم بعضًا، وتمنع ما يؤدي إلى اختلال الموازين، فإن الله سبحانه قد تكفل جل وعلا بأرزاق العباد، وفي الأرض ما يكفي كل مخلوق في رزقه ومعاشه، ولكنما المشكلة هي تصرفات الآدميين التي أضرت بهم فيما بينهم، فوجد الفقراء والجوعى، ووجد من يتوفى بسبب الجوع، ووجد نقص الثمرات، ووجد الإخلال بالثوابت البيئية التي تطغى على بني آدم.
وأشارت خير الله إلى أن كثرة الطعام عند الإفطار تؤدي إلى الفتور في العبادة , أو التكاسل عنها , أو عدم القدرة عليها ، وحسبنا حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ؛ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ : فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ” ، مبينة أن من أخطر أنواع الإسراف أيضًا , الإسراف في استخدام المياه ، فقد نهانا نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن الإسراف في الماء حتى في الوضوء. فعَنْ عَبْدِ الله ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (رضي الله عنهما) أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ :” مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ”( ) ، وكذلك الإسراف في الكهرباء أو أي خدمة من الخدمات التي قد يستأثر بها البعض مما يؤدي إلى حرمان غيره وتمنعه من الحصول عليها.
الرابط على اليوتيوب https://youtu.be/ZebMDwYTc-A