إطلاق أول إذاعة تعنى بحقوق الإنسان في تونس
بدأت أول إذاعة تعنى بحقوق الإنسان في تونس وفي الوطن العربي بثها اليوم الأربعاء في خطوة لتوفير حماية ورقابة أوسع على الحقوق والحريات في الديمقراطية الناشئة.
ويقف المعهد العربي لحقوق الإنسان (منظمة مستقلة) وراء إطلاق الإذاعة “السيدة اف ام” التي يحمل اسمها أحد الأحياء الشعبية القريبة من وسط العاصمة،وهو موقع مقرها أيضا.
ويقول مؤسسو الإذاعة إنها تتوجه أساسا إلى الفئات المضطهدة والمهمشة والفقراء وستهتم بقضايا الشباب والنساء والأطفال بالإضافة إلى اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين.
وستبث الإذاعة برامجها في منطقة تونس الكبرى وهي تضم العاصمة وثلاث ولايات مجاورة لها.
وقالت نجوى الهمامي صحفية ومقدمة برامج والمشرفة على الإذاعة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “تركز الإذاعة أساسا على الفئات التي ليس لها حظ كبير في الظهور الإعلامي وكل الفئات التي يمكن أن يصبح لها صوت يسمع”.
وأضافت الهمامي “تهدف الإذاعة لتقريب ثقافة حقوق الإنسان من الجميع عبر مختلف الوسائط سواء كانت الحوارات أو التحقيقات وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم”.
واستفاد نشطاء حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في تونس من مناخ الحرية والانتقال الديمقراطي منذ ثورة 2011 التي انهت الحكم الاستبدادي للرئيس الراحل زين العابدين بن علي، في أعمال تعقبهم لانتهاكات حقوق الإنسان والتنديد بها علنا وملاحقتها قضائيا.
وسيكون من بين مهام الإذاعة الوليدة تعزيز رقابة المجتمع المدني ضد انتهاكات حقوق الإنسان لا سيما في المناطق الفقيرة.
وقال الناشط في المعهد العربي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير لـ(د ب أ) “تونس كان لها دائما السبق في وضع التشريعات ودسترة الحقوق برغم الاوضاع السياسية التي مرت بها. ومبادرة الإذاعة تعزز هذا المسار وستمثل عنصر ثراء للمشهد الاعلامي في تونس وفي المنطقة العربية”.
ولكن عبد الكبير لفت أيضا إلى التحديات والصعوبات المحتملة في تثبيت أول مشروع إعلامي استثنائي في تونس، وأبرزها كيفية تأمين التغطية في المناطق الداخلية البعيدة عن منطقة تونس الكبرى بجانب ضمان الاستقلالية والعنصر المالي لإذاعة “السيدة اف ام”.
وقال عبد الكبير “السؤال هو ما مدى قدرة الإذاعة على تحقيق أهدافها؟ علينا أن نتواجد في كل المناطق الداخلية كما أننا سنكون في مواجهة السلطة السياسية وسيكون لنا دور رقابي”.
وتحققت في تونس مهد الربيع العربي، مكاسب مهمة في مجال الحقوق والحريات بجانب حرية التعبير والصحافة بعد ثورة 2011 غير أن نشطاء ومراقبون ينتقدون استمرار الانتهاكات في مراكز الإيقاف ومراكز إيواء اللاجئين بجانب عنف الشرطة ضد المحتجين من الشباب في المسيرات الاجتماعية ضد البطالة والفقر.
وقالت نجوى الهمامي لـ(د ب أ) “تأخذ الإذاعة رمزيتها من هذا القرب من الناس وهي ترسل رسالة لكل العالم أن حقوق الإنسان هي أساسا قضية تبنى على المساواة والمواطنة. كذلك ستتوجه الإذاعة إلى العلم والمعرفة من أجل أن تصبح مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة والعدالة والكرامة شأنا متاحا لجميع الناس”.