ترامب بأعين الصحافة.. 4 سنوات من “الأخبار المثيرة”
في نهاية ولاية دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، كشفت صحفية بريطانية كيف كان قطب العقارات مادة ثرية للصحافة على مدار 4 سنوات مثيرة للجدل.
وتقول كورديليا لينش، مراسلة شبكة “سكاي نيوز” البريطانية في الولايات المتحدة، إن فترة رئاسة ترامب كانت ملهمة لها كصحفية، فقد “انتهت بفوضى كما بدأت تماما”.
وتعتبر أن “ترامب غيّر توقعات الناس لما يمكن وما يجب أن يكون عليه الرئيس. إنه مفتون ومضطرب ومسلي ومندهش. لقد مزق قواعد الحكومة والتحالفات واللوائح”.
وفي الوقت ذاته، فإنه “يُحاسب كما لم يحدث من قبل، ورئاسته محكوم عليها بالفشل التاريخي مع اقترابه من مساءلة ثانية. فقد قوته وفقد الموالين وفقد تويتر. والصور الباقية ليست له بل لحصار أنصاره الغاضبين” للكونغرس.
لكن من جانب آخر، فإن لينش ترى أن “أفكار ترامب لم تنته، فقد اختاره أكثر من 70 مليون أميركي في انتخابات الرئاسة، التي خسرها ونجح في إقناع الكثيرين أنه انتصر فيها” مستخدما نظرية المؤامرة.
وتضيف: “ربما خسر ترامب انتخابات 2020، لكنه جمع أكثر من 200 مليون دولار منذ ذلك الحين كتبرعات لحملته بما يضمن استمرار تمويل عمليته السياسية الجديدة، مهما كان شكل ذلك”.
وتعتبر أنه “صور نفسه كضحية وساعد أنصاره على الاعتقاد أنه، حتى لو كانت حياتهم جيدة نسبيا فإن شيئا ما أو شخصا ما عمل ضدهم. لقد غير إحساسهم بالحياة الطبيعية. هذا قوي بشكل لا يصدق”.
وتعتقد المراسلة المخضرمة أن “ترامب لم يزرع الانقسام بين الأميركيين، لكنه فضحه واستغله”.
واستشهدت بتعليق السناتور الجمهوري بن ساسي الذي قال مؤخرا تعليقا على اقتحام الكونغرس: “العنف الذي شهده الأميركيون، وقد يتكرر في الأيام المقبلة، ليس احتجاجا منحرفا من جانب عدد قليل من التفاح الفاسد. إنه ازدهار بذرة فاسدة أخذت جذورها في الحزب الجمهوري منذ بعض الوقت، وتغذت بالخيانة وسوء التقدير السياسي والجبن”.
وأشارت إلى إلقاء إدارة ترامب اللوم دائما على “المؤامرات”، وأضافت: “عندما جلست في مؤتمر صحفي حافل واستمعت إلى رودي جولياني (محامي ترمب) وفريقه القانوني الذين يعلقون بعض المؤامرات الكبرى على الجميع من بايدن إلى الصين وفنزويلا، اعتقدت أن العواقب قد تكون وخيمة. إمداد أمة مسلحة بهذه الأكاذيب أمر خطير”.
وحسب لينش، فإن الرئيس المنتهية ولايته “فضح علل الولايات المتحدة. لم يتسبب في انشقاقات، بل نشأ في أميركا حيث تآكلت المجتمعات، ولم تجد الطبقة السياسية التي سبقته طريقة للاعتراف بذلك”.
فقد عانت البلاد حسب الصحفية بسبب “عدم المساواة في التوظيف، والدور الضخم للتكنولوجيا الكبيرة ووسائل الإعلام. تحدث ترامب عن كل هذا القلق”.
واعتبرت أن ترامب “لم يخترع مخاوف البيض من فقدانهم الأغلبية في الولايات المتحدة”، فـ”التركيبة السكانية تتغير فعليا وبسرعة في أميركا”.
وأضافت: “الشيء الوحيد الذي سأتذكره دائما ليس التضييق غير المسبوق على الحدود، لكن يأس أولئك الذين ما زالوا يحاولون الوصول إلى أميركا التي كانت تغلق الباب. نساء يحملن الرضع في الحر لأسابيع من دون طعام وماء” بهدف عبور الحدود إلى الولايات المتحدة، في إشارة إلى اتخاذ ترامب سياسة صارمة في ملف الهجرة.
وفي أزمة كورونا التي ضربت الولايات المتحدة في مقتل وراح ضحيتها أكثر من 400 ألف شخص، ألقت لينش بجزء من اللوم على طريقة إدارة ترامب للجائحة، واصفة استجابتها بـ”غير الكفؤة”.
وقالت: “يجب الإشادة به لمساعدته في تسريع تطوير اللقاح، لكن طغى عليه معاداته للأقنعة ونقص معدات الحماية للموظفين الطبيين في عهده ونقص الدعم الفيدرالي لإجراء اختبارات فعالة. كانت أزمة تتطلب التحكم في التفاصيل وبعض التعاطف والقدرة على الاستماع إلى العلم، وهو لم يفعل ذلك”.