يوم حرية الصحافة.. جراح غزة النازفة وقمع الاحتلال للكلمة الحرة

في الثالث من مايو، يُحيي العالم يوم حرية الصحافة، تذكيراً بأهمية حماية حرية التعبير وضمان بيئة آمنة للعمل الصحفي. لكن هذه المناسبة تأتي هذا العام محملة بأوجاع غزة، التي تشهد عدوانًا إسرائيليًا متواصلًا، يُعتبر الأكثر دموية في تاريخ الصحافة الحديثة، حيث يُدفع ثمن الكلمة الحرة بالدم.
استهداف ممنهج للصحافة في غزة
منذ أكتوبر 2023، سقط في غزة (212) صحفيًا، بينهم (27) امرأة، وأُصيب (409) آخرين. هذا الاستهداف الممنهج يهدف إلى إسكات صوت الحقائق وكشف جرائم الاحتلال. لم يكتفِ الاحتلال باستهداف الصحفيين أنفسهم، بل امتدت أياديه الآثمة لتطال عائلاتهم، حيث استشهدت (28) عائلة، ودُمّر (44) منزلًا، فضلًا عن عشرات المؤسسات الإعلامية، بخسائر تُقدر بأكثر من 400 مليون دولار.
قمع حرية الصحافة في الضفة الغربية
الضفة الغربية بدورها ليست بمنأى عن قمع الاحتلال، حيث رصدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين (343) انتهاكًا خلال الربع الأول من 2025، تنوعت بين الاعتداءات الجسدية واللفظية، والاحتجازات، والتهديدات، ومصادرة المعدات، ومنع التغطية الإعلامية، خاصة في القدس وجنين. كما سُجلت (16) حالة مصادرة وتكسير معدات.
مطالب بتحرك دولي عاجل
تُطالب الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات. وتدعو المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين، خاصة الاتحاد الدولي للصحفيين و”مراسلون بلا حدود”، إلى إعادة تقييم دورها في ظل تقاعسها عن مساءلة إسرائيل وردعها. كما تطالب السلطة الفلسطينية بمضاعفة جهودها لتدويل ملف الانتهاكات بحق الصحفيين، والعمل مع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق في هذه الجرائم باعتبارها جرائم حرب.
إن حرية الصحافة والتعبير حق أصيل مكفول بالقانون الدولي، ولا بد من تضافر الجهود الدولية لحماية الصحفيين الفلسطينيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم، ووقف ازدواجية المعايير التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي.
المصدر النيل نيوز