ياسر منيسي: من عامل نظافة إلى رائد أعمال.. قصة نجاح ملهمة من قلب الريف المصري

من قلب دلتا مصر، وتحديدًا من كفر الزيات بمحافظة الغربية، انطلقت رحلة كفاح ملهمة بطلها الشاب ياسر منيسي. تحدى منيسي الظروف الصعبة ونظرة المجتمع، ليُصبح اليوم رمزًا للنجاح في ريادة الأعمال بمصر.
في 26 أغسطس 1979، وُلد ياسر منيسي لأسرة بسيطة، تربى على القيم الأصيلة واحترام الكبير. لطالما ردد جملته الشهيرة: «اللي مالوش خير في أهله مالوش خير في حد»، معبّرًا عن تمسكه بأصوله الريفية.
تفوق منيسي في دراسته منذ الصغر، لكن ظروفه العائلية دفعته للالتحاق بمدرسة صنايع، مانعة إياه من استكمال تعليمه العام. ورغم ذلك، لم يستسلم، وحصل على مجموع يؤهله لدخول كلية الهندسة، لكن ضغوط الحياة دفعته للعمل مبكرًا.
طفولة قاسية.. وشاب مكافح
عاش منيسي طفولة قاسية، إلا أنه تميز بين أقرانه بشخصيته القيادية وقدرته على تحمل المسؤولية. كان يقطع 7 كيلومترات سيرًا على الأقدام ذهابًا وإيابًا إلى مدرسته لتوفير نفقات المواصلات.
ترعرع منيسي على تحمل المسؤولية، وتجرع مرارة العمل الشاق في سن صغيرة، ما أثر على صحته ونفسيته. ولكنه يؤمن بأن «عمر الشغل ما كان عيب.. العيب إن ميكونش في هدف للإنسان».
بدأ منيسي رحلته المهنية من الصفر، عامل نظافة ثم في المقاولات، وتدرج في عدة وظائف حتى استقر في مجال المبيعات. أثبت جدارته بسرعة، ووصل لمنصب مدير مبيعات في شركة عالمية كبرى، لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد.
بجرأة وثقة، قرر منيسي ترك وظيفته المرموقة، ليبدأ رحلة جديدة في عالم ريادة الأعمال.
«القارب الآمن».. انطلاقة نحو النجاح
في عام 2016، جمعته الصدفة برجل الأعمال محمد عبد الهادي، ليؤسسا معًا شركة «القارب الآمن – SAFETY BOAT» بمدينة طنطا.
بدأ المشروع بخطوات متواضعة، لكنه سرعان ما تحول إلى إحدى أكبر شركات توزيع المواد الغذائية في مصر، بأكثر من 300 سيارة و15 فرعًا على مستوى الجمهورية.
ومن أبرز التحديات التي واجهها الشريكان، تعرضهما لعملية سرقة في بداية مشوارهما، لكنهما لم يستسلما، وواصلا مسيرة النجاح.
سر النجاح.. بر الوالدين وجبر الخواطر
يرى منيسي أن سر نجاحه هو بره بوالديه، وتمسكه بقيم جبر الخواطر. ويؤكد أن العمل ليس عيبًا، بل العيب هو أن يعيش الإنسان بلا هدف. ورغم تعرضه وشريكه محمد عبد الهادي لعملية نصب كبيرة في بداية مشروعهما، إلا أنهما لم يستسلما، وواصلا الطريق حتى تجاوزا المحنة.
وعن مشاركته في الحياة السياسية، قال منيسي: «أنا بقدر العمل السياسي جدًا، بس عمري ما فكرت أكون من ناسه».
اليوم، يُعتبر ياسر منيسي نموذجًا للشاب المصري المكافح، الذي حقق حلمه داخل وطنه. ويوجه رسالته للشباب: «مفيش حلم مش بيتحقق.. احلم واشتغل على حلمك وهتشوفه قدامك حقيقة».