عرب وعالم

هجوم الطائرات المسيرة: كيف نجح الموساد في اختراق الدفاعات الإيرانية؟






هجوم الطائرات المسيرة: كيف نجح الموساد في اختراق الدفاعات الإيرانية؟


في تطور مثير، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” النقاب عن تفاصيل عملية دقيقة ومعقدة نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي لتهريب أجزاء من طائرات مسيرة إلى داخل إيران، بهدف شن هجمات من الداخل. استغرقت العملية شهورًا من التخطيط والتجهيز، محاكيةً تكتيكًا مشابهًا لما قامت به أوكرانيا في عملية “شبكة العنكبوت” ضد الأسطول الجوي الروسي.

تهريب المعدات وتجهيز الفرق

أفادت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل عملت على تهريب قطع غيار لمئات الطائرات الرباعية المروحية المُفخخة، بالإضافة إلى ذخائر مُخصصة للإطلاق من منصات غير مأهولة. تم التهريب عبر حقائب وشاحنات وحاويات شحن، في عملية لوجستية معقدة. تم نشر فرق صغيرة مُجهزة بهذه المعدات بالقرب من مواقع الدفاع الجوي الإيرانية ومنصات إطلاق الصواريخ.

تكتيك الهجوم ونتائجه

مع بدء الهجوم، قامت بعض الفرق بتدمير الدفاعات الجوية، بينما استهدفت فرق أخرى منصات إطلاق الصواريخ أثناء خروجها من ملاجئها. يُفسر هذا التكتيك المُحكم رد الفعل الإيراني المحدود حتى الآن، ويكشف عن كيفية تأثير التكنولوجيا الحديثة على ساحة المعركة، وما تُمثله من تحديات أمنية خطيرة للحكومات.

إبداع التكتيكات وتغيير قواعد اللعبة

يُلاحظ أن هذا التكتيك يُشابه ما قامت به أوكرانيا قبل أسابيع، حيث استخدمت طائرات دون طيار مُهرّبة إلى روسيا لمهاجمة عشرات الطائرات الحربية. تُظهر هذه العمليات كيف يُمكن للمهاجمين استغلال الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، وتدمير أهداف قيّمة بطرق يصعب إيقافها.

أهداف الموساد من العملية

استهدفت عملية الموساد القضاء على التهديدات للطائرات الحربية الإسرائيلية وتدمير الصواريخ قبل إطلاقها. أكدت المصادر أن الفرق الميدانية نجحت في إسقاط عشرات الصواريخ قبل إطلاقها في الساعات الأولى من الهجوم، بينما ركز سلاح الجو الإسرائيلي على الدفاع الجوي والصواريخ في الأيام الأولى من الحملة.

سنوات من التحضير والتخطيط

لطالما استخدمت إسرائيل الطائرات المسيرة في عملياتها ضد إيران. في 2022، استهدفت موقع إنتاج طائرات مسيرة إيراني في كرمانشاه، وفي 2023 استهدفت مصنع ذخيرة في أصفهان. بدأ الموساد التحضير لعملية الطائرات المسيرة الحالية منذ سنوات، وكان على دراية بأماكن تخزين الصواريخ الإيرانية.

آلية التنفيذ والتمويه

تم تهريب الطائرات الرباعية المروحية عبر قنوات تجارية، باستخدام شركاء أعمال غافلين في كثير من الأحيان. قام عملاء على الأرض بتجميع الذخائر وتوزيعها على الفرق، التي تلقت تدريباتها في دولة ثالثة. راقبت الفرق عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية، وقامت بإصابتها قبل تجهيزها للإطلاق. استغل الموساد صعوبة نقل الصواريخ من المخازن إلى مواقع الإطلاق، حيث كان عدد الشاحنات أقل بكثير من عدد الصواريخ.

نجحت الفرق في إزالة عشرات الشاحنات، واستمرت عملياتها حتى يوم الجمعة. في اليوم التالي، نشرت بعض الصحف الإيرانية تحذيرات من استخدام إسرائيل للشاحنات لإطلاق طائرات مسيرة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى