نجيب الريحاني: أسطورة الكوميديا السوداء التي أضحكت وأبكت مصر

في قلب القاهرة، وتحديدًا في حي باب الشعرية العريق، ولدت أسطورة من أساطير الكوميديا العربية، إنه نجيب الريحاني، الفنان الذي أضحك مصر والعالم العربي بأعماله المسرحية الخالدة. لم يكن مجرد ممثل، بل كان فنانًا مبدعًا، أيقونة كوميدية، ورمزًا وطنيًا، ترك بصمته في تاريخ الفن العربي.
مسيرة فنية حافلة بالتحديات والنجاحات
بدأ الريحاني مسيرته الفنية في ظروف صعبة، عمل موظفًا في البنك الزراعي، لكن حبه للتمثيل دفعه للاستقالة والانضمام إلى فرقة عزيز عيد. تنقل بين الفرق المسرحية، واجه الصعاب، وتحدى الظروف، حتى أسس فرقته الخاصة “فرقة الكوميدي العربي”.
كشكش بيه: الشخصية التي صنعت التاريخ
في مسرح “أبيه دي روز”، ظهرت للنور شخصية “كشكش بيه“، الشخصية الكوميدية التي عشقها الجمهور، وأصبحت رمزًا من رموز الكوميديا المصرية. انتقل الريحاني بعدها إلى تياترو “الرينسانس”، ثم أسس مسرح “الإجبسيانة”، ليبدأ رحلة جديدة من النجاح والتألق.
شراكة فنية خالدة مع بديع خيري
انضم إلى فرقة الريحاني الشاعر والمؤلف بديع خيري، ليشكلا معًا ثنائيًا فنيًا رائعًا. قدما أعمالًا مسرحية خالدة، أبرزها “الليالي الملاح”، “الشاطر حسن”، و”أيام العز”. جابت فرقة الريحاني العالم، وقدمت عروضًا ناجحة في العديد من الدول العربية والأجنبية.
من المسرح إلى السينما
دخل الريحاني عالم السينما، رغم عدم رضاه عن تجربته الأولى في فيلم “ياقوت”. لكن فيلم “سلامة في خير” كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته السينمائية، وحقق نجاحًا كبيرًا، مهد الطريق لأعمال سينمائية أخرى لا تقل روعة.
إرث فني خالد
في عام 1949، رحل نجيب الريحاني عن عالمنا، لكن أعماله الفنية الكوميدية بقت خالدة في ذاكرة الجمهور. سيظل الريحاني رمزًا من رموز الفن المصري والعربي، يُذكر اسمه بكل فخر وتقدير.
لم يكن الريحاني مجرد مهرج، بل فناناً وطنياً، عبرت مسرحياته عن روح مصرية أصيلة، ونقلت هموم المواطن البسيط، وأحلامه وطموحاته.
بقي نجيب الريحاني وفياً للفن، مخلصاً لمسرحه، حتى في أحلك الظروف. عاش من أجل الفن، ومات وهو يحلم بمستقبل أفضل للمسرح العربي.