مصر تواجه التطرف: الأزهر والأوقاف والإفتاء يدقون ناقوس الخطر ويطرحون الحلول

في جلسة برلمانية مشحونة، طرح النائب علاء مصطفى، عضو مجلس الشيوخ، تساؤلات حاسمة حول استراتيجيات الحكومة المصرية في مواجهة التطرف الديني، وتعزيز التسامح في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة. حضر الجلسة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، للإجابة على هذه التساؤلات الملحة.
مصر بين حضارتها العريقة وتحديات التطرف
أكد النائب مصطفى أن مصر، رغم حضارتها العريقة وقيم التسامح المتأصلة فيها، تواجه تحديات جسيمة، أبرزها التطرف الديني الذي يهدد السلم الاجتماعي والأمن القومي. وأشار إلى ضرورة تضافر جهود كافة مؤسسات الدولة، بدءًا من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وصولًا إلى منظمات المجتمع المدني، لمواجهة هذا الخطر الداهم وبناء مستقبل أكثر أمانًا وتسامحًا لجميع المصريين.
أشكال التطرف وجذوره في المجتمع المصري
تتعدد أشكال التطرف الديني في مصر، من التطرف الفكري القائم على التكفير، إلى التطرف السلوكي المتمثل في أعمال العنف والتحريض على الكراهية، وصولًا إلى التطرف المؤسسي. وتعود جذور هذه الظاهرة إلى عوامل متشابكة، منها الجهل الديني، والفقر، والبطالة، والخطاب الديني المتطرف، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية للجماعات المتطرفة.
جهود مكافحة التطرف: دور الأوقاف والأزهر والإفتاء
تبذل الحكومة المصرية جهودًا حثيثة لمكافحة التطرف، من خلال حملات توعوية لنشر الوعي الديني الصحيح، وتطوير المناهج الدراسية لتعزيز التسامح، ومحاربة المحتوى المتطرف على الإنترنت. وتلعب وزارة الأوقاف دورًا محوريًا في هذا الصدد، من خلال تصحيح المفاهيم الدينية ونشر الفكر الإسلامي الوسطي، وتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة.
كما يساهم الأزهر الشريف في تجديد الفكر الإسلامي ومواجهة التطرف، من خلال مؤتمرات وندوات علمية، ومرصد لمكافحة الإرهاب والتطرف باللغات الأجنبية. وتقوم دار الإفتاء المصرية بدورها في معالجة قضايا التطرف والإرهاب، من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية ومرصد الإسلاموفوبيا.
دور الأسرة والمجتمع والتعاون الدولي
يمتد دور مكافحة التطرف ليشمل الأسرة والمجتمع، من خلال غرس قيم التسامح في نفوس الأبناء، وتعزيز ثقافة الحوار. كما يلعب التعاون الدولي دورًا هامًا في تبادل الخبرات والمعلومات، والحد من انتشار الجماعات المتطرفة.
نحو مستقبل أكثر تسامحًا
يتطلب النجاح في مكافحة التطرف وتعزيز التسامح تحسين جودة التعليم الديني، وتعزيز مهارات التفكير النقدي، وتفعيل دور الإعلام في نشر ثقافة التسامح ومحاربة خطاب الكراهية. ومن خلال تضافر الجهود، يمكن بناء مجتمع مصري متسامح ينعم بالسلام والأمن والاستقرار.