مارك كارني يقود الليبراليين للفوز بالانتخابات الكندية.. هل يحقق الأغلبية؟

في مشهد سياسي كندي متأجج، حقق الحزب الليبرالي بقيادة مارك كارني فوزًا هامًا في الانتخابات التشريعية، وفقًا لتقديرات وسائل الإعلام الكندية بعد إغلاق صناديق الاقتراع مساء الاثنين. هذا الفوز يمهد الطريق أمام ولاية جديدة للحزب الليبرالي في السلطة، إلا أن السؤال الأهم يبقى: هل سيحصلون على الأغلبية البرلمانية؟
توقعت كبرى الشبكات الإعلامية الكندية، مثل “سي بي سي” و”سي تي في نيوز”، فوز الليبراليين بتشكيل الحكومة المقبلة، ولكن لم تتضح الصورة الكاملة بعد بشأن حصولهم على الأغلبية البرلمانية اللازمة لتمرير التشريعات بسلاسة.
من هو مارك كارني؟
وُلد مارك كارني في بلدة فورت سميت بشمال كندا، وتدرج في مسيرته الأكاديمية حتى حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد المرموقة عام 1995. مسيرة حافلة بالإنجازات والخبرات جعلته شخصية مؤثرة في المشهد الاقتصادي العالمي.
المسيرة المهنية الحافلة
انطلقت مسيرة كارني المهنية في القطاع المصرفي، حيث عمل في بنك جولدمان ساكس في نيويورك ولندن وطوكيو، واكتسب خبرة دولية واسعة. ثم انتقل إلى العمل الحكومي في كندا عام 2003 كنائب لمحافظ بنك كندا، ثم في وزارة المالية، مساهمًا في صياغة السياسات الاقتصادية الكندية.
في عام 2007، عُيّن كارني محافظًا لبنك كندا، تزامنًا مع بداية الأزمة المالية العالمية. وقد أشيد بدوره في حماية الاقتصاد الكندي من أسوأ تداعيات الركود، بفضل شفافيته وقراراته الجريئة، خاصةً قراره الحاسم بإبقاء أسعار الفائدة منخفضة، ما سمح للشركات بالاستمرار في الاستثمار.
في عام 2013، دخل كارني التاريخ كأول أجنبي يتولى منصب محافظ بنك إنجلترا في تاريخه الممتد لأكثر من ثلاثة قرون. وخلال فترة ولايته، أجرى إصلاحات جوهرية في سياسة البنك، وطوّر مفهوم “التوجيه المستقبلي” الذي ربط السياسة النقدية بمعدلات البطالة لتحفيز النمو الاقتصادي.
عُرف كارني بتحذيراته المتكررة من التداعيات السياسية والاقتصادية لبعض القرارات، مثل تحذيره لاسكوتلندا من فقدان السيطرة على سياساتها المالية في حال الاستقلال، وتحذيره من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
خبير اقتصادي عالمي
ترأس كارني مجلس الاستقرار المالي من عام 2011 إلى عام 2018، حيث نسق عمل السلطات التنظيمية حول العالم، مما منحه دورًا محوريًا في الاستجابة العالمية لسياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
أكد كارني خلال مناظرة حول زعامة الحزب الليبرالي الشهر الماضي: “أعرف كيف أدير الأزمات. وفي مثل هذه الظروف، نحتاج إلى خبرة في إدارة الأزمات، ونحتاج إلى مهارات التفاوض.”