مأساة المفقودين في سوريا: أكثر من 300 ألف ضحية في عقود من المعاناة

في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية في سوريا، كشف رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين عن أرقام صادمة حول مصير مئات الآلاف من السوريين الذين غيبهم الموت والاعتقال خلال عقود من حكم عائلة الأسد والحرب التي أعقبتها.
أرقام مفزعة
أعلن محمد رضا جلخي، رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، أن التقديرات تشير إلى وجود ما بين 120 و300 ألف مفقود، مرجحاً أن يتجاوز العدد الفعلي هذه الأرقام نظراً لصعوبة الحصر. وأكد جلخي أن ولاية الهيئة، التي تشكلت في مايو الماضي، تشمل الفترة من عام 1970 وحتى الآن، دون تحديد إطار زمني لإنجاز عملها الشاق.
مقابر جماعية
وكشف جلخي عن وجود أكثر من 63 مقبرة جماعية موثقة في سوريا، مؤكداً العمل على إنشاء بنك بيانات للأشخاص المفقودين، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول مواقع هذه المقابر أو هوية الضحايا.
ملف شائك
تُعد قضية المفقودين من أعقد الملفات وأكثرها إيلامًا في سوريا، حيث اختفى عشرات الآلاف خلال الحرب التي اندلعت عام 2011 بعد قمع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد. وأكد جلخي أن عمل الهيئة يمثل حاجة أساسية لمسار العدالة الانتقالية والسلم الأهلي.
فظائع الحرب
اتُهمت جميع أطراف النزاع بارتكاب فظائع خلال الحرب، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة وارتكب انتهاكات جسيمة. وتعهدت السلطات السورية بالتحقيق في هذه الجرائم وتحقيق العدالة للضحايا.
مهمة شاقة
في يناير الماضي، وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، مهمة تحديد مصير المفقودين بأنها هائلة وقد تستغرق سنوات. وهو ما يؤكد حجم التحدي الذي تواجهه الهيئة الوطنية للمفقودين في سعيها لكشف الحقيقة وجبر قلوب ذوي الضحايا.