مأساة الفيوم: طفل في حضن أمه.. ضحايا انفجار 6 أكتوبر يفطرون قلوب المصريين

في مشهدٍ هزّ مشاعر المصريين، ودّع أبٌ مكلوم فلذة كبده الذي رحل في حادث انفجار خط الغاز بمدينة 6 أكتوبر، تاركًا وراءه غصةً في قلوب الملايين. فبينما كان عمر أبو الجود، من محافظة الفيوم، ينشر صورةً تجمعه بابنه الصغير، كتب كلماتٍ تقطر ألماً: “هتنام النهاردة بعيد عن حضن أبوك يا حبيب أبوك.. متخافش، أوعى تخاف، أنت في حضن ماما وعند ربنا، الأحسن مني.”
حادث انفجار 6 أكتوبر.. فاجعة تهزّ مصر
انتشرت كلمات الأب الحزينة كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط موجةٍ عارمة من التعاطف والدعاء له بالصبر والسلوان، بعد أن فقد زوجته وطفله في الحادث المأساوي الذي وقع يوم الأربعاء الماضي. فبينما كانت الأم، إسراء، في طريقها لزيارة أهلها بقرية دار السلام بمحافظة الفيوم، انفجر خط غاز طبيعي أثناء أعمال حفر بمدينة 6 أكتوبر، ما أدى إلى اشتعال النيران في السيارة التي كانت تقلّها وطفلها.
أم تحتضن طفلها.. لحظات مؤثرة تُدمي القلوب
في لفتةٍ إنسانيةٍ مؤثرة، روى جيران الأسرة أن الأم حاولت إنقاذ طفلها من النيران باحتضانه بجسدها، إلا أن النيران التهمتهما معًا، وعُثر عليهما متفحّمين، الطفل بين أحضان أمه. مشهدٌ فطر قلوب أهالي القرية الذين نعوا الأم وطفلها، المعروفين بحسن السيرة والسمعة الطيبة.
التحقيقات تكشف تفاصيل الكارثة
كشفت التحقيقات الأولية أن الانفجار نتج عن كسرٍ في خط الغاز أثناء أعمال الحفر، ما أدى إلى تسرب الغاز واشتعاله بفعل مصدر حراري قريب. الحادث أسفر عن تفحم 9 سيارات، ووفاة 3 أشخاص، بينهم الأم وطفلها، وإصابة 20 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفيي الشيخ زايد التخصصي وأكتوبر المركزي لتلقي العلاج.
جهود الإنقاذ والإسعاف
شاركت 10 سيارات إسعاف في نقل المصابين والمتوفين، و7 سيارات إطفاء في السيطرة على الحريق. ومن بين المصابين أحمد مصطفى (23 عامًا)، عبد الرحمن أشرف (24 عامًا)، سيف وائل (17 عامًا)، عبد التواب سالم (38 عامًا)، منة أيمن (21 عامًا)، وآخرون يعانون من حروق بدرجات متفاوتة.
حادث 6 أكتوبر يُجدد التحذيرات من أخطار أعمال الحفر بالقرب من خطوط الغاز، ويُذكر بأهمية اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين.