مأساة البدو في النقب: بلا مأوى تحت نيران الصواريخ الإيرانية

في مشهدٍ يعكس التفاوت الصارخ في مواجهة الخطر، وجد البدو أنفسهم بلا مأوى تحت نيران الصواريخ الإيرانية التي استهدفت جنوب إسرائيل، في تناقضٍ مؤلم مع ما يتمتع به أغلب الإسرائيليين من ملاجئ وغرف محصنة. صحيفة “هآرتس” العبرية سلطت الضوء على هذه المأساة الإنسانية، كاشفةً عن معاناة سكان النقب الذين اضطروا للاحتماء تحت الأنفاق والجسور وقنوات الصرف الصحي، بل وحتى في المباني المهجورة، هربًا من ويلات القصف.
ملاجئ تحت الجسور وقنوات الصرف الصحي
مع دوي صفارات الإنذار، انطلق سكان القرى البدوية، حتى تلك المعترف بها رسميًا، بحثًا عن أي ملجأ يمكن أن يحميهم. ففي غياب التخطيط الرسمي، تحولت الجسور والأنفاق وقنوات الصرف الصحي إلى ملاذٍ أخير، فيما فرّ آخرون إلى مواقف السيارات تحت الأرض في بئر السبع أو إلى ملاجئ الكنيس في المدن القريبة، تاركين خلفهم منازلهم البسيطة عرضةً للقصف.
صرخات الأطفال وبيوت مهدمة
وسط فوضى القصف، انطلقت صرخات الأطفال المرعبة، فيما هرع الأهالي محاولين تهدئة صغارهم الخائفين، دون جدوى. مشهدٌ مأساوي رواه إبراهيم الغريبي، أحد سكان قرية السر غير المعترف بها، التي هدمت جزئيًا من قبل الحكومة الإسرائيلية، حيث سار بين المنازل المدمرة يسعى لطمأنة جيرانه المذعورين، بينما تتناثر شظايا الصواريخ حولهم.
ملجأ وحيد لا يكفي
حتى الملاجئ القليلة المتوفرة لا تكفي لحماية الجميع. محمد، أحد سكان النقب، أشار إلى وجود ملجأ وحيد قرب منزله القديم، ليس من توفير الحكومة، بل تبرع من القطاع الخاص، وهو صغير جدًا بالكاد يكفي عائلته، في مقارنة مؤلمة مع المنازل المحصنة في تل أبيب.
أمينة.. ضحية الصواريخ
لم تكن هذه المأساة وليدة اللحظة، بل امتدادًا للمعاناة التي عاشها البدو في هجمات سابقة. قصة أمينة، البدوية التي أصيبت بشظايا الصواريخ في رأسها في أكتوبر الماضي، لا تزال شاهدةً على قسوة هذه الواقع، حيث مازالت على كرسي متحرك، تتنازعها آلام الجسد وذكريات الرعب.