كيف يصمد طيارو القاذفات الشبح “بي-2” في الجو 37 ساعة؟ رحلة إلى قلب القوة الجوية

في مهمةٍ هزت أركان العالم، حلّقت قاذفات الشبح الأمريكية “بي-2” لمدة 37 ساعة متواصلة، مُستهدفةً منشآت نووية في إيران. رحلةٌ تُسطر في سجلات التاريخ العسكري الحديث كواحدة من أطول الغارات الجوية، تفتح باب التساؤلات حول قدرة الطيارين على التحمل والصمود في ظروفٍ قاسية كهذه.
التدريب والنوم
يُكشف النقاب عن برنامج تدريبي مُكثفٍ يُخضع له طياري “بي-2“، يشمل محاكاةً لفترات طيران طويلة على أجهزة مُتطورة، بهدف ضبط دورات نومهم. يُضاف إلى ذلك، منحهم حبوبًا مُنومة قبل المهمة لضمان راحة كافية. وعلى الرغم من التدريب، تبقى ساعات الطيران الطويلة تحديًا يتطلب تناوبًا مُنتظمًا على النوم في سريرٍ صغير خلف مقاعد القيادة، حيث يحصل كل طيار على 3-4 ساعات من الراحة بين عمليات التزود بالوقود.
الأمفيتامينات واليقظة
في رحلةٍ تتطلب يقظةً مُستمرة، يلجأ الأطباء إلى وصف الأمفيتامينات، وهي منبهات للجهاز العصبي المركزي، للطيارين قبل المهمة. هذا الإجراء، وإن كان مُثيرًا للجدل، يُساعد في الحفاظ على تركيزهم العالي طوال ساعات الطيران المُرهقة.
تحديات المرحاض في السماء
على الرغم من تطورها التكنولوجي الهائل، تُواجه “بي-2” تحديًا بسيطًا ولكنه مُلّح: المرحاض. مرحاضٌ كيميائي بدائي، يُستخدم فقط في حالات الطوارئ القصوى لتجنب امتلائه. وللتعامل مع الجفاف الناتج عن الارتفاعات العالية، يعتمد الطيارون على “أكياس التبول” المليئة برمل القطط، مُضيفين طابعًا فكاهيًا على رحلتهم الخطيرة.
الطعام والطاقة
لا تُغفل مهمة كهذه أهمية الطعام. يحمل الطيارون معهم وجبات مُعدّة خصيصًا للطيران، تُلبي احتياجاتهم الغذائية خلال ساعات الطيران الطويلة. وعلى الرغم من ضآلة حركة الطيارين، يُشير الخبراء إلى أهمية التغذية السليمة للحفاظ على طاقتهم وتركيزهم.
رمز القوة والتكنولوجيا
تُجسد قاذفات “بي-2” الشبح رمزًا للقوة العسكرية الأمريكية وتفوقها التكنولوجي. بإمكانها ضرب أي هدف في العالم بفضل تقنيات التخفي المُتطورة، مُؤكدةً مكانتها كأغلى وأكثر الطائرات تطورًا في العالم.