كنوز التراث المصري تنطق بلغة الإشارة في مكتبة الإسكندرية

في بادرة ثقافية وإنسانية مميزة، أطلقت مكتبة الإسكندرية نسخة مترجمة بلغة الإشارة من سلسلة أفلامها الوثائقية الرائعة “عارف.. أصلك مستقبلك”، تحت شعار “نعتز بتراثنا”. تزامن هذا الإطلاق مع فعاليات الدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، مؤكدًا على دور المكتبة الريادي في خدمة المجتمع.
مكتبة الإسكندرية تفتح أبواب التراث للجميع
شهد حفل الإطلاق حضورًا لافتًا من شخصيات بارزة، منهم الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، وأميرة صديق، مدير مشروع بنفس المركز، وأحمد فتحي، مؤسس مبادرة “كلمني إشارة”. كما زين الحفل حضور طلاب من مدارس الأمل للصم وجناكليس وجمال الدين الأفغاني، إضافةً إلى نخبة من خبراء التربية الخاصة ولغة الإشارة، يتقدمهم الدكتور محمود شحاتة.
حوار مجتمعي ملهم
تحول الحفل إلى ملتقى ثقافي مميز، حيث تفاعل الطلاب الصم وضعاف السمع مع الحضور، معبرين عن شغفهم بالمعرفة ومقدمين اقتراحاتهم للموضوعات التي يتطلعون لاستكشافها في المستقبل.
الثقافة حق للجميع
أكد الدكتور أيمن سليمان أن هذه المبادرة تعكس إيمان مكتبة الإسكندرية بأن الثقافة والمعرفة حق لجميع أفراد المجتمع، مشددًا على أن معرفة أصلنا هي البوصلة التي ترشدنا في حاضرنا وتنير طريقنا نحو المستقبل. وأضاف أن إطلاق “عارف” بلغة الإشارة يؤكد حرص المكتبة على وصول التراث المصري إلى كل مواطن، خاصةً ذوي الهمم، وذلك بلغة يفهمونها ويتفاعلون معها.
رحلة عبر الزمن مع منصة “عارف”
استعرضت أميرة صديق منصة “عارف” الرقمية، التي أنتجها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي. تأخذ هذه المنصة المشاهدين في رحلة شيقة عبر التاريخ المصري، بدءًا من الألعاب التشاركية في مصر القديمة والرحلات التجارية إلى بلاد بونت، مرورًا بالإسكندرية كعاصمة لثقافة المتوسط، وصولًا إلى قصص من التراث الطبيعي مثل رحلة أول زرافة أهداها محمد علي باشا إلى أوروبا.
لغة الإشارة: جسر ثقافي
أشار أحمد فتحي إلى أهمية المشروع، مؤكدًا أن لغة الإشارة ليست مجرد ترجمة، بل هي جسر ثقافي وهوية مستقلة. وأضاف أن هذا العمل يأتي استجابةً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير سبل الإتاحة، ليكون هذا المحتوى التراثي الثري في متناول أبنائنا من الصم وضعاف السمع.
خطوة جديدة نحو إتاحة المعرفة
تُوِّج هذه الخطوة جهود مكتبة الإسكندرية المستمرة في جعل المعرفة في متناول الجميع. فبعد إطلاق السلسلة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، تأتي نسخة لغة الإشارة لكسر حواجز الصمت، وفتح أبواب المعرفة والتراث المصري العريق أمام مجتمع الصم وضعاف السمع، تأكيدًا على حق الجميع في الوصول إلى ثقافتهم وهوياتهم.