كارثة إنسانية: الجوع يُهدد حياة الأطباء والمرضى في غزة | أزمة غزة

في مشهدٍ يُدمي القلوب، يعاني القطاع الطبي في غزة من أزمةٍ غير مسبوقة، حيث يُهدد الجوع ونقص الغذاء حياة الأطباء والمرضى على حدٍ سواء. فبينما تكافح المستشفيات للتعامل مع تدفق الجرحى والمدنيين الذين يعانون من سوء التغذية، يجد الطاقم الطبي نفسه منهكًا يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.
انهيار الطاقم الطبي تحت وطأة الجوع
أفادت صحيفة “غارديان” نقلاً عن عدد من الأطباء والطاقم الطبي في غزة، أن الجوع المتزايد يُضعف قدرتهم على تقديم الرعاية الطبية. وأكد الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء في مدينة غزة، أن بعض الأطباء يُغمى عليهم في غرف العمليات بسبب الإرهاق الشديد، محذرًا من تأثير ذلك على الخدمات الطبية في ظل استمرار الأزمة.
شهادات مُروعة من داخل المستشفيات
تروي شهادات الأطباء معاناةً لا تُوصف، حيث تحدث أحدهم عن مناوبة عمل استمرت 24 ساعة دون الحصول على أي طعام، في حين أعرب آخرون عن قلقهم على عائلاتهم التي تعاني هي الأخرى من نقص الغذاء. أحد الجراحين في مجمع ناصر الطبي أشار إلى أن عبء العمل يتزايد مع دخول المزيد من المرضى بسبب أعراض سوء التغذية، في حين يعاني هو نفسه من الجوع وانخفاض ضغط الدم.
أطفال غزة ضحايا الجوع
ذكر الدكتور أبو سلمية أن 21 طفلًا لقوا حتفهم في أنحاء الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب سوء التغذية والجوع، مؤكدًا أن حجم سوء التغذية يُشكل ضغطًا هائلاً على الطاقم الطبي المنهك. كما أشار فيليبي لازاريني، رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (“أونروا”)، إلى ورود تقارير عن إغماء عمال الرعاية الصحية والإغاثة في جميع أنحاء غزة بسبب الجوع والإرهاق.
مخاوف من التوجه لمراكز توزيع الغذاء
يعيش الطاقم الطبي معضلةً مُرّة، فهم مُجبرون على الاختيار بين البقاء في العمل لتقديم الرعاية الطبية العاجلة، والخروج بحثًا عن الطعام لعائلاتهم. ويُعبر البعض عن خوفهم من التوجه إلى مراكز توزيع الغذاء التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية ويحرسها الجيش الإسرائيلي، خاصةً بعد وقوع ضحايا مدنيين في هذه المراكز.
رد الجيش الإسرائيلي
أكد الجيش الإسرائيلي أنه يعمل على تسهيل توزيع المساعدات الإنسانية لتمكين مستشفيات غزة من مواصلة عملها، مشيرًا إلى إجراء تحقيقات في حوادث إلحاق الضرر بالمدنيين في مراكز التوزيع.