قنبلة خارقة للتحصينات.. من اللاجئة الفيتنامية إلى مهندسة الدمار

قبل أكثر من أسبوع، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية على منشآت نووية رئيسية في إيران باستخدام 14 قنبلة خارقة للتحصينات، أثارت ضجة عالمية بقدراتها التدميرية الهائلة. ولكن، من هي العقل المدبر وراء هذا السلاح الفتاك؟
من طفلة لاجئة إلى مخترعة قنابل
بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن مخترعة هذه القنابل، المعروفة باسم “جي بي يو – 57”، هي سيدة تدعى آنه دونغ، لاجئة فيتنامية تبلغ من العمر 65 عامًا. هربت دونغ من سايغون إلى واشنطن خلال حرب فيتنام، حاملةً معها ذكريات الحرب وآ픔 الفراق. بدأت رحلتها من طفولة قاسية إلى مختبر ذخيرة تابع للبحرية الأمريكية، متأثرة بمشاهد شقيقها الطيار وهو يغادر للقتال، متمنيةً امتلاكه سلاحًا خارقًا يحميه ويعيده سالمًا.
وعدٌ في سايغون
مع سقوط سايغون الوشيك، هربت دونغ مع عائلتها على متن سفينة تابعة للبحرية الفيتنامية الجنوبية، لتجد نفسها لاجئة في واشنطن. لم تنسي دونغ فضل الأمريكيين وكرمهم، مُجددةً عزمها على رد الجميل. تخرجت دونغ من جامعة ماريلاند عام 1982 بتخصص الهندسة الكيميائية، ثم حصلت على ماجستير في الإدارة العامة، والتحقت بالعمل في البحرية الأمريكية.
رحلة علمية من أفغانستان إلى إيران
بحلول عام 2001، أصبحت دونغ مديرة قسم التطوير المتقدم للذخائر، وقادت فريقًا من العلماء لصنع متفجرات عالية الأداء، استُخدمت في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر. من بين هذه المتفجرات، قنبلة “BLU-118/B”، وهي قنبلة موجهة بالليزر صُممت لاختراق الأنفاق والأماكن الضيقة. يُنسب الفضل لهذه القنبلة، ومخترعتها، في تقصير أمد الحرب في أفغانستان.
“جي بي يو – 57”.. قنبلة خارقة للتحصينات
قبل تصميم “BLU-118/B”، كانت دونغ وفريقها يعملون على متفجرات عالية الأداء وغير حساسة، قادرة على اختراق الصخور والجدران قبل الانفجار. هذه المتفجرات استُخدمت في “جي بي يو – 57”، القنبلة التي استخدمتها الولايات المتحدة في إيران، حيث أُلقيت 12 قنبلة على منشأة فوردو النووية، وقنبلتان على منشأة نطنز.
تأثير القنابل ورأي المخترعة
رغم إصرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، ترى دونغ أن تقييم مدى نجاح القصف يحتاج وقتًا طويلاً. برأيها، من غير الآمن إرسال أي شخص إلى المنشآت المستهدفة لتقييم الأضرار بشكل دقيق.
بين العنف وتقصير أمد الحرب
رغم ما عانته من ويلات الحرب، تؤمن دونغ بأن القنابل عالية التقنية تُساهم في تقليل القتال البري وتقصير أمد الحروب. هدفها الأول كان ضمان عودة الجنود الأمريكيين سالمين من المعارك، مسخرةً علمها لتحقيق ذلك.