فرنسا تُصعّد لهجة التحذيرات لإسرائيل: غزة ليست مقبرة!

تصاعدت حدة اللهجة الدبلوماسية الفرنسية تجاه إسرائيل، مع تحذيرات شديدة اللهجة من عواقب استمرار الهجوم على قطاع غزة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية. أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، تمسك بلاده بالاعتراف بدولة فلسطين، ودعمها لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في ضوء الوضع الإنساني المتردي في غزة.
قطرة في محيط: مساعدات غير كافية
وصف بارو السماح الإسرائيلي المحدود بدخول بعض شاحنات المساعدات إلى غزة بأنه “غير كافٍ”، مشبهاً إياه بـ”قطرة في محيط”، بالنظر إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع. وأشار إلى أن فتح إسرائيل “الباب قليلاً” يأتي لأسباب سياسية داخلية، مؤكداً ضرورة ضمان وصول مساعدات ضخمة وفورية دون أي عوائق.
غزة.. بين الموت والمقبرة
حذر بارو من أن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر، مشيراً إلى أن “العنف الأعمى” الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية، ومنع المساعدات الإنسانية، حوّلا غزة إلى “مكان للموت إن لم نقل مقبرة”. وشدد على ضرورة وقف هذا الوضع فوراً، لأنه يمثل اعتداءً صارخاً على الكرامة الإنسانية، وانتهاكاً لجميع قواعد القانون الدولي، فضلاً عن تهديده لأمن إسرائيل نفسها.
مراجعة اتفاقية الشراكة.. ضغط أوروبي على إسرائيل
أعرب بارو عن دعم فرنسا لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لتحديد ما إذا كانت إسرائيل تحترم التزاماتها تجاه حقوق الإنسان. وأوضح أن ثبوت انتهاكات حقوق الإنسان قد يؤدي إلى تعليق الاتفاقية، وهو قرار سيكون له تأثير تجاري كبير على إسرائيل. وأكد أن الوضع المأساوي للمدنيين في غزة يتطلب اتخاذ خطوات إضافية.
تحذيرات دولية ورفض إسرائيلي
انضمت بريطانيا وكندا إلى فرنسا في التحذير من اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، إذا لم توقف هجومها على غزة، وترفع القيود المفروضة على المساعدات. في المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه التحذيرات، معتبراً أنها “تمنح جائزة ضخمة” لحركة حماس، ومشيراً إلى أن وقف الحرب مرهون بإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حماس، وإبعاد قادتها من غزة.
أكد بارو أن هدف فرنسا هو نزع سلاح حماس، وتحرير الرهائن، مع ضمان أمن إسرائيل في الوقت ذاته. وشدد على تمسك فرنسا بالاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن موقف الحكومة الإسرائيلية يُعرّض أمنها في المستقبل للخطر.