فرنسا تعترف بفلسطين: قرار تاريخي يهز إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية
في خطوةٍ غير متوقعة، فجّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مفاجأةً من العيار الثقيل بإعلانه اعتراف فرنسا رسميًا بدولة فلسطين، وسط تصاعد الإدانات الدولية للحرب الإسرائيلية على غزة والأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها سكانها.
ماكرون يُبلغ عباس بقرار فرنسا التاريخي
أعلن ماكرون، عبر منصة “إكس”، نيته إعلان القرار رسميًا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، مؤكدًا أن الأولوية القصوى حاليًا هي وقف الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين. وأضاف أن فرنسا، ملتزمةً تاريخيًا بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت الاعتراف بدولة فلسطين، مُشددًا على أن “السلام ممكن”. وقد أرسل ماكرون رسالةً رسميةً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يُبلغه فيها بهذا القرار التاريخي.
تحوّلٌ لافت في الموقف الفرنسي تجاه القضية الفلسطينية
رغم دعمه لإسرائيل عقب هجمات حماس في أكتوبر 2023، وتنديده بمعاداة السامية، بدا ماكرون أكثر انزعاجًا من الحرب على غزة في الأشهر الأخيرة، مُعبرًا عن قلقه إزاء ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين واستمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية.
يأتي القرار الفرنسي في أعقاب تعليق الولايات المتحدة لمحادثات وقف إطلاق النار في قطر، مُتهمةً حماس بعدم الجدية، في الوقت الذي أدانت فيه فرنسا، إلى جانب أكثر من عشرين دولة أوروبية، القيود الإسرائيلية على وصول المساعدات وعمليات قتل مئات الفلسطينيين أثناء بحثهم عن الطعام.
فرنسا تقود الموقف الأوروبي في الاعتراف بفلسطين
بهذا الإعلان، تُصبح فرنسا أكبر وأقوى دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول المعترفة بها إلى 142 دولة، وفقًا لإحصاء وكالة “فرانس برس”، رغم المعارضة الشديدة من إسرائيل والولايات المتحدة. وتُمثل فرنسا موطنًا لأكبر جالية يهودية وأكبر جالية مسلمة في أوروبا الغربية، وغالبًا ما يؤدي التصعيد في الشرق الأوسط إلى توترات داخلية واحتجاجات في شوارعها.
حتى الآن، لم تُصدر وزارة الخارجية الإسرائيلية أي تعليق رسمي على القرار الفرنسي. ومن المُنتظر أن يُشارك وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر بالأمم المتحدة الأسبوع المقبل لبحث سبل تحقيق حل الدولتين، وهي المبادرة التي يدفع بها ماكرون بقوة.
