غزة على شفا الانهيار: كارثة إنسانية تلوح في الأفق

تتجه غزة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تدهور الوضع الإنساني بشكل متسارع، واقترابها من نقطة الانهيار الكامل في منظومة العمل الإنساني، وذلك في ظل استمرار الأعمال العدائية والحصار الإسرائيلي الخانق.
معابر مغلقة ومساعدات معطلة
أكد الدكتور هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أن معظم المعابر، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، لا تزال مغلقة منذ مارس الماضي، مما يعطل وصول المساعدات الأساسية لأكثر من مليوني شخص، ويُفاقم من معاناة سكان القطاع المحاصر.
احتياجات متزايدة وحياة مستحيلة
وفي تصريحات خاصة لقناة القاهرة الإخبارية، أوضح “مهنا” أن الاحتياجات الإنسانية في غزة في تزايد مستمر بسبب القصف المستمر وأوامر الإخلاء المتكررة، مما جعل الحياة الأساسية شبه مستحيلة في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية الضرورية، حيث لا يزال هناك نقص حاد في المياه النظيفة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل يفوق قدرة معظم السكان على الشراء.
وأصبح قطاع غزة يعتمد بشكل كامل على الدعم الإنساني بعد أن فقد معظم السكان مصادر رزقهم، مما يزيد من هشاشة وضعهم ويجعلهم عرضة للمزيد من المعاناة.
استهداف فرق الإغاثة وتحديات العمل الإنساني
رغم الظروف الصعبة، يواصل الصليب الأحمر تقديم الدعم الإنساني لسكان غزة، إلا أن العمليات الإنسانية تتعرض لتهديدات شديدة نتيجة للاعتداءات المتكررة على مواقعه، وهناك تزايدًا في استهداف فرق الإغاثة، حيث تعرضت اللجنة الدولية لثلاثة اعتداءات في منطقة رفح خلال أسبوعين فقط، ما أدى إلى مقتل اثنين من العاملين في المجال الإنساني.
الحل السياسي: ضرورة ملحة
أكد “مهنا” أن الوضع الإنساني في غزة لا يمكن تغييره إلا من خلال الجهود السياسية، فالجهود الإنسانية وحدها لا يمكنها إحداث تغيير جذري، والحل الوحيد يكمن في التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي القتل اليومي والتشريد ويتيح إدخال المساعدات إلى القطاع بشكل آمن ومنتظم.