غزة.. دمار يفوق هيروشيما! هل محاها الاحتلال من الوجود؟

في مشهدٍ يُجسّد هول الكارثة، تكشف صحيفة “هآرتس” العبرية حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة بعد 20 شهرًا من الحرب، والذي تجاوز، وفقًا للصحيفة، حجم الدمار الذي شهدته هيروشيما وناغازاكي بعد إلقاء القنبلة الذرية.
مدنٌ مُحيت من الوجود
قبل الحرب، كانت رفح تعجّ بالحياة، يبلغ عدد سكانها 275,000 نسمة، ومخيم جباليا للاجئين 56,000 نسمة، وبيت لاهيا 108,000 نسمة. أما اليوم، فلم يتبقَ سوى أنقاض تُروي قصة مدينةٍ كانت. صور الأقمار الصناعية تُظهر بوضوح حجم المأساة، حيث تحولت رفح من مدينة نابضة بالحياة إلى سطح رمادي مُغطى بالركام. الطرق مُحروثة، الدفيئات الزراعية والبساتين اختفت كأن لم تكن.
تدميرٌ ممنهجٌ من الاحتلال
لم يكن الدمار عشوائيًا، بل كان مُمنهجًا وفقًا لـ”هآرتس”. فقد دُمّرت أحياء بأكملها في غزة وخان يونس، بما في ذلك حي الشجاعية الذي مُحي عن وجه الأرض. الاحتلال الإسرائيلي لم يتوانَ عن تدمير البنية التحتية، مُستهدفًا المستشفيات، المدارس، المصانع، المساجد، الكنائس، الأسواق، وحتى المراكز التجارية.
أرقامٌ صادمةٌ تُفصح عن هول الكارثة
تشير الأرقام إلى كارثةٍ حقيقية، حيث دُمّر أو تضرر ثلثا مباني القطاع، أي 174,000 مبنى من أصل نحو ربع مليون. ومن بين المنشآت التعليمية المُدمرة، 2300 منشأة، ما يعني أن 501 مدرسة من أصل 564 مدرسة تحتاج إلى إعادة بناء أو إصلاحات شاملة. 90,000 مبنى دُمّرت بالكامل، إضافة إلى 52,000 مبنى لحقت بها أضرارٌ جسيمة، ما يُشكّل أكثر من 50% من إجمالي المباني. وتُشير الأمم المتحدة إلى وجود 33,000 مبنى آخر تضررت، وإن كان من الصعب تحديد حجم الضرر.