عنف المستوطنين ضد جيش الاحتلال: هل انقلب السحر على الساحر؟

في مشهد صادم، تصاعدت حدة التوترات بين المستوطنين الإسرائيليين وجيش الاحتلال، لتصل إلى حدّ الاعتداء الجسدي وإحراق منشأة أمنية عسكرية في رام الله. هذه الأحداث تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الطرفين، وهل سيستمر التطرف في التفاقم؟
وزير الدفاع يتعهّد بإنهاء العنف
تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بإنهاء ظاهرة عنف المستوطنين ضد الجيش والشرطة. وأكد كاتس، خلال اجتماع عاجل، على عدم التسامح مع هذه الحوادث الخطيرة، مشيراً إلى تشكيل هيئة مشتركة للتعامل مع هذه المشكلة.
«شباب التلال».. شوكة في خاصرة الاحتلال
تُشير أصابع الاتهام إلى جماعة «شباب التلال»، وهي مجموعة استيطانية متطرفة تقود الهجمات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمعروفة بتطرفها وعنفها. يُذكر أن هذه المجموعة ظهرت عام 1998، بتحريض من أرئيل شارون، الذي دعا لاحتلال التلال والجبال في الضفة الغربية.
كيل بمكيالين وسياسة ازدواجية
في مفارقة غريبة، لطالما اعتبر كاتس أن هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين «ليست إرهاباً»، بل ألغى قراراً لسلفه بتنفيذ اعتقالات إدارية بحق المهاجمين. هذه السياسة المزدوجة تُغذي شعور المستوطنين بالحصانة، وتشجعهم على التمادي في اعتداءاتهم.
إدانة حكومية.. لكن أين الحل؟
أدان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهجمات، وطالب بالتحقيق وإنزال العقوبات بالمهاجمين. لكن هل ستكون هذه الإدانات كافية لوقف العنف المتصاعد؟ وهل سيتخذ الجيش إجراءات حازمة لردع المستوطنين؟
«شباب التلال».. وأخواتها من جماعات التطرف
تُعدّ «شباب التلال» أبرز جماعة استيطانية متطرفة، لكنها ليست الوحيدة. فهناك جماعات أخرى تُمارس العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين، مثل «نحالا» و«أمان» و«جباية الثمن» و«تنظيم تمرد» و«كتيبة نيتساح يهودا». هذه الجماعات تحظى بدعم سياسي ضمني، ما يُصعّب مهمة الجيش في السيطرة عليها.
عقوبات دولية.. وترامب يلغيها
سبق أن فرضت إدارة بايدن عقوبات على «شباب التلال» وجماعات أخرى، لكن الرئيس السابق دونالد ترامب ألغى هذه العقوبات. هذا التناقض في المواقف الدولية يُزيد من تعقيد المشهد، ويُصعّب من إمكانية التوصل إلى حل جذري.