ضربة أمريكية موجعة لإيران.. لكن هل دُمّرت منشآتها النووية فعلاً؟

في تطور مثير، كشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، عن تقييم جديد مثير للجدل. يُشير التقييم إلى أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي، ربما لم تكن بالفعالية التي صُوّرت بها في البداية. فبينما نجحت الضربات في تدمير موقع نووي واحد، يبدو أن موقعين آخرين لم يتعرضا لنفس القدر من الضرر.
فوردو.. ضربة موجعة ولكن!
أكدت الشبكة، نقلاً عن مصادرها، أن الضربة التي استهدفت منشأة فوردو النووية، نجحت في تعطيل قدرات تخصيب اليورانيوم لمدة قد تصل إلى عامين. فوردو، المحصنة في عمق الجبال، تُعتبر جوهرة التاج في البرنامج النووي الإيراني. إلا أن التقييم الجديد يُشير إلى أن الموقعين الآخرين، وهما على الأرجح نطنز وأصفهان، لم يتعرضا لنفس القدر من الضرر، وقد تتمكن إيران من استئناف عمليات التخصيب فيهما خلال أشهر قليلة.
تصريحات متضاربة وغموض يكتنف المشهد
في المقابل، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، هذه المعلومات، مؤكدة أن عملية “مطرقة منتصف الليل” قضت تماماً على القدرات النووية الإيرانية. كما أضاف شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاجون، أن المنشآت النووية في فوردو وأصفهان ونطنز تم “محوها بشكل كامل وكلي”.
هذا التضارب في التصريحات يزيد من الغموض حول حقيقة ما حدث في يونيو الماضي. فبينما أصرت الإدارة الأمريكية على نجاح عمليتها في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، تُشير التقارير والتقييمات الجديدة إلى صورة مختلفة، تُظهر قدرة إيران على الصمود، وربما العودة سريعاً إلى مسار تخصيب اليورانيوم.
يُذكر أن الولايات المتحدة شنت ضرباتها على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو، بدعوى أنها جزء من برنامج لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران مُصرة على أن برنامجها نووي سلمي لأغراض مدنية.
تقييمات متضاربة تُثير الشكوك
يُشار إلى أن تقييماً أولياً لوكالة استخبارات الدفاع في يونيو، أشار إلى أن الضربات قد تُعيق البرنامج النووي الإيراني لأشهر فقط، لكن مسؤولين في إدارة ترامب قللوا من شأن هذا التقييم. من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الضربات على فوردو تسببت في أضرار جسيمة، دون أن يُحدد طبيعة هذه الأضرار.