صناعة السيارات في مصر: قفزة نوعية مدفوعة باستثمارات ضخمة وسياسات داعمة

تشهد صناعة السيارات في مصر تحولًا جذريًا، مدفوعًا بسياسات حكومية داعمة واستثمارات متزايدة من مصنعي المعدات الأصلية (OEMs). هذا ما أكده تقرير حديث لوكالة فيتش الأمريكية، والذي أشار إلى تنامي جاذبية السوق المصرية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

توسع إنتاج السيارات في مصر

أبرز التقرير زيادة استثمارات مصنّعي المعدات الأصلية في توسيع الإنتاج المحلي للسيارات خلال السنوات الأخيرة، بدعم من سياسات حكومية محفزة واستقرار اقتصادي متزايد. ويأتي برنامج حوافز إنتاج السيارات الجديد، الذي اعتمده مجلس الوزراء في مايو 2025، ليعزز هذا التوجه، حيث يهدف إلى رفع نسبة المكوّن المحلي إلى 60% وزيادة الطاقة الإنتاجية الإجمالية لتتجاوز 400,000 وحدة سنويًا، مع التركيز على تصدير ربع هذا الإنتاج.

استقرار الاقتصاد الكلي يدعم الاستثمار

يسهم استقرار البيئة الاقتصادية الكلية وانخفاض تقلبات العملة وتراجع التضخم في تعزيز جاذبية السوق المصرية للاستثمار في قطاع السيارات، مما يوفر بيئة مشجعة للمصنعين. وتؤكد فيتش أن مصر أصبحت وجهة مفضلة لشركات عالمية عريقة مثل ستيلانتس ونيسان وجنرال موتورز، التي تستثمر في الإنتاج المحلي مستفيدة من الدعم الحكومي.

مصر وجهة للشركات الصينية

تتوقع فيتش أن تجذب مصر المزيد من الاستثمارات من شركات صناعة السيارات الصينية، الطامحة إلى التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مستفيدة من الموقع الاستراتيجي لمصر كبوابة للمنطقة. وقد أعلنت العديد من الشركات عن خطط لتعزيز إنتاجها المحلي في مصر بعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات في عام 2022.

مشروعات بارزة في السوق المصرية

استحوذت مصر على النصيب الأكبر من الاستثمارات في قطاع السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2024، بحسب تقارير فيتش الفصلية. ومن أبرز المشروعات شراكة BAIC الصينية مع ألكان أوتو لإنشاء مصنع لتجميع السيارات الكهربائية، وخطط نيسان لزيادة إنتاجها المحلي، بالإضافة إلى عودة شركة النصر لإنتاج الحافلات والحافلات الكهربائية الصغيرة وسيارات الركاب.

مستقبل صناعة السيارات في مصر

يتوقع أن يشهد قطاع إنتاج السيارات في مصر توسعًا ملحوظًا حتى عام 2034، مدفوعًا بزيادة الاستثمارات وفرص التصدير الكبيرة. ويلعب التزام الحكومة بدعم السيارات الكهربائية وتطوير بنيتها التحتية دورًا محوريًا في دفع عجلة النمو طويل الأمد. كما تسهم الشراكات بين المصنعين المحليين والعالميين في نقل التكنولوجيا وتطوير المهارات، مما يعزز مكانة مصر في سوق السيارات الإقليمي.

التحديات والفرص

على الرغم من التفاؤل، تواجه صناعة السيارات في مصر تحديات، أبرزها تطوير صناعة المكونات محليًا، الأمر الذي يتطلب استثمارات كبيرة في التدريب الفني. ومع ذلك، يمثل التحول نحو تكنولوجيا السيارات الكهربائية فرصة للشركات المحلية لتعزيز حصتها السوقية على المدى الطويل، في ظل منافسة قوية من أسواق شمال إفريقيا الأخرى مثل المغرب والجزائر.