صلاح أبو سيف.. مخرج الواقعية الذي خلدته كلاسيكيات السينما المصرية

في ذكرى ميلاد مخرج الواقعية الكبير صلاح أبو سيف، نستعيد مسيرة فنية حافلة امتدت لعقود، وأسهمت في تشكيل ملامح السينما المصرية. فمنذ ولادته في 10 مايو 1915، وحتى رحيله، أثرى أبو سيف المكتبة السينمائية بأكثر من 40 فيلمًا، حفرت مكانها في قلوب الجماهير، وأصبحت علامات فارقة في تاريخ الفن السابع.

صلاح أبو سيف.. سينما تعكس واقع المجتمع

لم تكن السينما بالنسبة لأبو سيف مجرد وسيلة ترفيه، بل كانت مرآة عاكسة لواقع المجتمع بكل تفاصيله. سعى من خلال أعماله إلى معالجة قضايا وهموم الناس، ونقل نبض الشارع إلى الشاشة الكبيرة. فقد صرح في أكثر من مناسبة أن هدفه الأسمى من دخول هذا المجال هو التعبير عن مجتمعه، قائلاً: «أنا ما دخلتش السينما إلا علشان أعبر عن المجتمع اللي كنت عايش فيه».

آمن أبو سيف بقوة تأثير السينما الواقعية، مؤكدًا أن الأعمال التي تحمل رسالة مجتمعية تظل خالدة في الذاكرة، بينما تُنسى الأفلام الترفيهية بمجرد مغادرة قاعات العرض.

أفلام خالدة في تاريخ السينما المصرية

تضم قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية 11 فيلمًا من إخراج صلاح أبو سيف، منها روائع خالدة مثل: ريا وسكينة، شباب امرأة، أنا حرة، بين السماء والأرض، بداية ونهاية، القاهرة 30، الزوجة الثانية، السقا مات، ولا تطفئ الشمس.

محطات من حياة مخرج الواقعية

ولد صلاح أبو سيف في 10 مايو 1915 بقرية الحومة، مركز الواسطى، محافظة بني سويف. نشأ يتيم الأب، وتولت والدته تربيته. بعد دراسته الابتدائية، التحق بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم عمل بشركة نسيج بالمحلة الكبرى. وازى عمله بالصحافة الفنية، وانكب على دراسة فنون السينما المختلفة، من موسيقى وعلم نفس ومنطق.

أتاحت له الصدفة فرصة العمل في المونتاج باستوديو مصر، بعد لقائه بالمخرج نيازي مصطفى، الذي أعجب بثقافته السينمائية. ترأس قسم المونتاج لمدة 10 سنوات، وتتلمذ على يديه العديد من فناني المونتاج. وفي استوديو مصر، التقى بزوجته رفيقة أبو جبل، والمخرج كمال سليم.

عمل مساعدًا أول لكمال سليم في فيلم العزيمة، أول الأفلام الواقعية في السينما المصرية. وفي عام 1946، أخرج أول أفلامه الروائية دايمًا في قلبي، المقتبس عن الفيلم الأجنبي جسر ووترلو.