صلاح أبو سيف: رائد الواقعية في السينما المصرية.. رحيل جسد وبقاء إرث

في ذكرى رحيله، تستعيد مصر والعالم العربي ذكرى المخرج الكبير صلاح أبو سيف، رائد الواقعية في السينما المصرية، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ضخمًا لا يُنسى.
أبو سيف.. مدرسة سينمائية فريدة
أسس أبو سيف مدرسة سينمائية متميزة جمعت بين الواقعية والرومانسية، بنظرة اجتماعية ثاقبة، جعلته أحد أهم رواد الواقعية في السينما العربية، حيث تتلمذ على يديه العديد من السينمائيين العرب، الذين تأثروا بأسلوبه الفريد.
أفلام خالدة في ذاكرة السينما
قدّم أبو سيف العديد من الأفلام التي وثّقت الواقع المصري بكل تفاصيله، وحفرت مكانة خاصة في قلوب الجماهير، منها: ريا وسكينة، شباب امرأة، لا أنام، الوسادة الخالية، بين السما والأرض، الزوجة الثانية، وغيرها من الروائع السينمائية التي تُعد من علامات السينما المصرية.
من بني سويف إلى أضواء السينما
وُلد صلاح أبو سيف في 10 مايو 1915 بقرية الحومة، مركز الواسطى، محافظة بني سويف. نشأ يتيم الأب، وتولت والدته تربيته. بعد دراسته الابتدائية، التحق بمدرسة التجارة المتوسطة، وعمل بشركة نسيج بالمحلة الكبرى، حيث أخرج بعض المسرحيات لفريق من الهواة. وهناك التقى بالمخرج نيازي مصطفى الذي أعجب بموهبته، فساعده على الانتقال إلى استوديو مصر.
من المونتاج إلى الإخراج
بدأ أبو سيف رحلته في استوديو مصر بقسم المونتاج، ثم ترأسه لعشر سنوات، مُعلّمًا أجيالًا من فناني المونتاج. عمل مساعدًا للمخرج كمال سليم في فيلم العزيمة، حتى أخرج أول أفلامه الروائية “دائمًا في قلبي” عام 1946. كما أخرج فيلم القادسية للسينما العراقية عام 1982.
شراكة فنية مع نجيب محفوظ
قدّم أبو سيف للسينما المصرية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، بعد أن أعجب برواياته الواقعية، وبدأ التعاون بينهما في كتابة سيناريوهات الأفلام، بدايةً من فيلم “مغامرات عنتر وعيلة” عام 1948، ثم رواية بداية ونهاية التي تحولت إلى فيلم عام 1960.
إرث سينمائي خالد
أخرج صلاح أبو سيف 50 فيلمًا خلال مسيرته، 11 منها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، مثل: لك يوم يا ظالم، القاهرة 30، الزوجة الثانية، وشباب امرأة. كما ظهر كضيف شرف في فيلم أضواء المدينة عام 1972. وحصل على العديد من الجوائز، وله مؤلفات في مجال الفن، منها: “السينما فن”، و”فن كتابة السيناريو”.
يبقى صلاح أبو سيف رمزًا للواقعية السينمائية، إرثه الفني حاضر في ذاكرة السينما العربية، ليس فقط بأفلامه الخالدة، بل بمنهجه السينمائي الذي جسّد نبض الشارع المصري.