الأخبار

سيناء: أرض التجلي.. خطبة الجمعة تُلقي الضوء على بركات أرض الفيروز

تُشرق بركات سيناء من جديد، مع إعلان وزارة الأوقاف اختيار “الأرض المباركة” عنوانًا لخطبة الجمعة القادمة. رحلة إيمانية تأخذنا إلى أرض التجلي، مهبط الأنبياء، لتُذكرنا بمكانتها الروحانية والتاريخية العريقة. أما الخطبة الثانية، فتُسلط الضوء على قضية هامة، ألا وهي التحرش، ودور الأسرة في مواجهته.

سيناء.. أرض الأنبياء والتجلي

سيناء، الأرض التي باركها الله، أرض الفيروز، حملت بين رمالها خطى الأنبياء، وارتفعت من جبالها أكف الضراعة. تتجلى فيها عظمة الخالق، لتُذكرنا بقوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ}.

موسى عليه السلام.. وتجلي النور الإلهي

مشهد كوني مهيب، اصطفى الله فيه كليمه موسى عليه السلام، وتجلى له على جبل الطور. اهتز الجبل خشية، وتدكدك عظمة، بينما استقبل قلب موسى نور الهداية وحكمة السماء. لحظة فريدة تُجسد عظمة الوحي الإلهي {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْـمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}.

مصر.. أرض النعمة والبركة

نعمة من الله على مصر وأهلها، شرف ومجد وبركة ونور وبصيرة أُفيضت على هذه البقعة الغراء من أرض الكنانة. فضل وكرم ومنحة وعطاء من الله لنا أهل مصر، باصطفاء الله تعالى بقعة من أرضنا الطاهرة ليتجلى عليها لنبيه موسى عليه السلام.

سيناء.. بين الماضي والحاضر

لم يكن هذا التجلي الأخير، فقد اشتاقت أرض سيناء وجبالها ووديانها لتلك الأنوار والبركات. أتى الوحي الشريف لموسى عليه السلام يدعوه لميقات ربه سبحانه {وَلـَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.

سيناء.. كتاب مفتوح

فلنستلهم من صمت سيناء الحكمة، ومن وعورة دروبها القوة، ومن شمسها النور. سيناء أرض تُرابها ذهب، ونخيلها عجب، ومعادن رجالها تُحب. كتاب مفتوح يقرأ فيه العارفون سطور العظمة الإلهية والبطولة المصرية. في كل حجر حكاية، وفي كل واد قصة، وعلى كل شبر ملحمة.

سيناء.. عنوان الثبات والنصر

بثوا في نفوس أبنائكم أن سيناء عنوان الثبات والنصر، أرض الملاحم والبطولات. ارتوت أرضها بدماء الشهداء، وكل ذرة فيها تشهد لجنود مصر الأوفياء. الخامس والعشرون من أبريل شاهد على أن سيناء تنفي خبثها، حيث يجتمع فيه شرف الزمان والمكان والإنسان.

التحرش.. آفة يجب مواجهتها

أما عن التحرش، فهو اعتداء على حرمات الناس، وتعد صارخ على القيم الإنسانية. يترك في النفوس جروحًا غائرة. أدوا دوركم، وافتحوا هذا الموضوع الحساس مع ذويكم. اشرحوا لهم أن أجسادهم ملك لهم وحدهم. بثوا في نفوس من حولكم قوة الرفض في التعامل مع كل شخص غريب أو فعل مريب، ووجهوهم للإبلاغ عن أي حالة تحرش. كونوا قدوة حسنة في احترام الآخرين وحدودهم، وكونوا يقظين لأي علامات تدل على تعرض من تحبون للأذى.

اللهم أنزل السكينة على مصر وأهلها، وافتح لنا البركات من السماء والأرض، وبارك في مصر ورجالها وشعبها وجيشها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى