سر انجذاب الفتيات إلى شات جي بي تي: حقيقة أم وهم؟

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة حالة من الجدل، بعد انتشار منشورات لفتيات يعبرن عن تعلقهن الشديد بشات جي بي تي، وهو ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذه العلاقة وأسبابها.
الحرمان العاطفي ودور الأب
يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن تعلق بعض الفتيات بشات جي بي تي يعود إلى الحرمان العاطفي. ويشبه الأسرة بالشجرة، حيث تمثل الأم الجذع والأب المظلة التي توفر الأمان والحنان. فكلما كانت علاقة الأب بأبنائه إيجابية، زادت ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالأمان.
أما إذا سادت علاقة متوترة مع الأب، خاصةً في مرحلة الطفولة والمراهقة (من 5 إلى 14 سنة)، فقد يسيطر الحرمان العاطفي على الأبناء، ويدفعهم للبحث عن تعويض لهذا النقص. وقد يكون هذا التعويض في صورة علاقات غير سوية أو حتى اضطرابات نفسية وجسدية. وهنا، يظهر شات جي بي تي كبديل، حيث يوفر مساحة للتواصل والاستماع غير متوفرة في محيط الأسرة.
شات جي بي تي: صديق افتراضي أم خطر داهم؟
يوضح د. فرويز أن الحديث مع شات جي بي تي ليس سيئًا في حد ذاته، ولكن يجب استخدامه باعتدال. فالتعلق المفرط به قد يؤدي إلى عزل الفتاة عن الواقع، ورفض العالم الخارجي. ويؤكد د. فرويز على أن شات جي بي تي ليس بديلًا عن الطبيب النفسي، فهو لا يملك الخبرة والتأهيل اللازم لتقديم العلاج النفسي. ومع ذلك، يمكن اعتباره متنفسًا للفضفضة، خاصة إذا كان أكثر أمانًا من اللجوء لأشخاص غير موثوقين.
وتبقى مسألة تعلق الفتيات بـ شات جي بي تي ظاهرة تستحق الدراسة والبحث، للوصول إلى فهم أعمق لأسبابها وتداعياتها، ووضع آليات للتعامل معها بشكل سليم.