سجن نائب وزير الدفاع الروسي 13 عامًا في قضية فساد مدوية!
في تطور صادم، هز أركان وزارة الدفاع الروسية، أصدرت محكمة روسية حكمًا قاسيًا بسجن تيمور إيفانوف، النائب السابق لوزير الدفاع، لمدة 13 عامًا، وغرامة مالية قدرها 100 مليون روبل (1.27 مليون دولار)، في قضية اختلاس وغسيل أموال، تُعد الأبرز في سلسلة قضايا فساد طالت مسؤولين عسكريين بارزين.
إيفانوف خلف القضبان
ظهر إيفانوف (49 عامًا) داخل قفص الاتهام، مرتديًا ملابس داكنة، وبدا مبتسمًا، غير مكترثًا بالحكم الصادر بحقه، والذي جاء عقب اعتقاله في أبريل 2024، بتهمة اختلاس 3.9 مليارات روبل (نحو 50 مليون دولار)، وهي تهم نفاها جملةً وتفصيلاً. وقد أمرت المحكمة بمصادرة أصوله، التي تضمنت عقارات فاخرة ومجموعة من السيارات الكلاسيكية. وأعلن محامو إيفانوف عزمهم الطعن على الحكم.
عقوبة مُشددة لمساعد إيفانوف
ولم يسلم أنطون فيلاتوف، أحد مساعدي إيفانوف السابقين، من قبضة العدالة، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا ونصف.
من هو تيمور إيفانوف؟
شغل إيفانوف منصب نائب وزير الدفاع منذ عام 2016، وأشرف على مشاريع بناء تابعة للجيش، بالإضافة إلى إدارة المنشآت والإسكان والدعم الطبي للقوات المسلحة.
الجنرال الباهر وأسلوب حياته المُترف
لقّبته وسائل الإعلام الروسية بـ”الجنرال الباهر”، نظرًا لِما وُصف بـ”أسلوب حياته المُترف”، الذي أثار حفيظة الكثيرين في موسكو. وأشارت تقارير إعلامية إلى امتلاكه وزوجته شقة فاخرة في قلب العاصمة، وقصرًا مُفخمًا على الطراز الإنجليزي في ضواحيها، فضلاً عن مجموعة من السيارات الكلاسيكية الفارهة، من بينها سيارتا بنتلي وأستون مارتن. وكشفت وكالة “تاس” للأنباء، نقلاً عن وثائق قضائية، أن الأصول التي جمدتها السلطات الروسية تشمل 23 سيارة فاخرة وكلاسيكية.
مصادرة أصول إيفانوف
خلال التحقيقات، صادرت السلطات قصرًا مساحته 2500 متر مربع، وحمامًا مساحته 420 مترًا مربعًا، وقطعة أرض مساحتها 20 فدانًا، وفقًا لوكالة “ريا نوفوستي”. من جانبه، قلل محامي إيفانوف، مراد موساييف، من حجم ثروة موكله، واصفًا الشائعات التي تُقدرها بمليارات الدولارات بـ”المبالغ فيها”.
اتهامات بالاستفادة من الحرب في أوكرانيا
زعمت مؤسسة مكافحة الفساد، التي أسسها المعارض الراحل أليكسي نافالني، أن إيفانوف استفاد من مشاريع بناء في مدينة ماريوبول الأوكرانية.
حملة بوتين ضد الفساد
يُعتبر الحكم على إيفانوف الأشد حتى الآن في سلسلة قضايا فساد طالت مسؤولين عسكريين. وكان إيفانوف نائبًا لسيرغي شويغو، وزير الدفاع السابق. وقد حاكمت روسيا أكثر من 12 مسؤولًا عسكريًا، بينهم نائبان سابقان لوزير الدفاع، في تحقيقات منفصلة منذ العام الماضي، استهدفت شخصيات بارزة متهمة باختلاس أموال طائلة مخصصة لمشاريع عسكرية ضخمة. ويشن الرئيس فلاديمير بوتين حملات علنية لمكافحة الفساد، لكن منتقديه يزعمون أن الاعتقالات النادرة للشخصيات البارزة غالبًا ما تكون بدوافع سياسية أو نتيجة صراعات داخل النخبة.
