روسيا تسلم أوكرانيا دفعة من جثامين جنودها.. اتفاق إنساني أم مناورة سياسية؟

في خطوةٍ وُصفت بالإنسانية، أعلنت موسكو تسليمها الدفعة الأولى من جثامين الجنود الأوكرانيين إلى كييف، تنفيذًا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات إسطنبول في الثاني من يونيو الماضي. لكن هل هذه الخطوة مجرد بادرة إنسانية أم تحمل في طياتها أبعادًا سياسية؟
روسيا تسلم الدفعة الأولى من جثامين الجنود الأوكرانيين
أكد ألكسندر زورين، المتحدث باسم الوفد الروسي المفاوض، تسليم 1212 جثمانًا من الجنود الأوكرانيين، موضحًا أن العديد منهم تم التعرف عليهم، وأن جميعهم تم التأكد من هويتهم كجنود في القوات المسلحة الأوكرانية. وأشار زورين إلى استعداد روسيا الكامل للوفاء بجميع الاتفاقيات المتعلقة بإعادة جثامين الجنود الأوكرانيين وتبادل الأسرى، مؤكدًا أن موسكو مستعدة لإعادة أكثر من 6 آلاف جثمان على دفعات، عبر النقل البري والسكك الحديدية.
مبادرة إنسانية أم مناورة سياسية؟
في حين أكد زورين أن العملية إنسانية بحتة، إلا أن توقيتها يثير التساؤلات حول وجود أبعاد سياسية وراءها. ففي ظل استمرار الحرب واشتداد المعارك، تأتي هذه الخطوة لتخفيف الضغط الدولي على روسيا، وتقديمها بصورة الدولة التي تحترم القوانين الدولية والإنسانية.
مفاوضات إسطنبول.. بارقة أمل في أفق الأزمة؟
شهدت مفاوضات إسطنبول في الثاني من يونيو الماضي، تبادل الطرفان وثائق تتضمن رؤيتهما لتسوية النزاع. وكشف فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي، عن تسليم موسكو للجانب الأوكراني مذكرة مقترحات من قسمين، تضمنت الاتفاق على تسليم روسيا 6 آلاف جثمان لجنود أوكرانيين، بالإضافة إلى تبادل الأسرى المرضى والأسرى الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، بصيغة “الكل مقابل الكل”.
تبادل الأسرى.. خطوة نحو بناء الثقة
اتفاق تبادل الأسرى، يعد خطوة مهمة نحو بناء الثقة بين الطرفين، ويمهد الطريق لاستئناف المفاوضات وصولاً إلى حل سياسي ينهي الأزمة. كما قدم الجانب الروسي اقتراحًا بوقف إطلاق النار لمدة 2-3 أيام في محاور معينة من الجبهة، بالإضافة إلى تسليم موسكو قائمة تضم 339 طفلًا فقدوا الاتصال بذويهم.