رسالة الإسلام.. السلام عنوان خطبة الجمعة المقبلة

في إطار اهتمامها بتوجيه دفة الخطاب الديني، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة المقبلة، والموافق 9 محرم 1447 هـ، 4 يوليو 2025، تحت عنوان: «السَّلَامُ رِسَالَةُ الإِسْلَامِ».
نص خطبة الجمعة
تستهل الخطبة بالحمد والثناء لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن الإسلام دين سماحة وسلام، وشريعة غراء، قوامها الود والمحبة والإلف والرحمة، وسخاء الأخلاق، ونشر الخير ومنع الشر، لتحقيق حياة آمنة مستقرة.
السلام في صميم الإسلام
تدعو الخطبة إلى التأمل في اسم الإسلام، وما يحمله من معاني السلام، وكذلك في تسمية المسلمين، مؤكدة على الارتباط الوثيق بين السلام والمسلمين في المسمى والسلوك، دينًا ومتدينين، مستشهدة بقوله تعالى: «مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ».
وتستعرض الخطبة مظاهر السلام في الإسلام، بدءًا من تحية المسلمين فيما بينهم، وختام الصلاة بالسلام على اليمين واليسار، ومرورًا بنزول القرآن في ليلة القدر، ليلة السلام، التي تحفها ملائكة السلام، قال تعالى: «تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ».
المسلم من سلم الناس من لسانه ويده
تؤكد الخطبة على أن المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده، وأن المؤمن الحق هو من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم، كما أخبرنا النبي ﷺ، داعية إلى أن يكون المسلم سلمًا سلامًا، وأن الإسلام تخطى بقضية السلام إلى مساحات أرحب، شملت الإنسان والحيوان والجماد وسائر المخلوقات.
وتوضح الخطبة أن رسالة الإسلام الحفاظ على الدنيا بخيراتها ومقوماتها وطاقاتها وقدراتها، ودفع شر المفسدين عنها، قال تعالى: «كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ»، مستشهدة بقول رسول الله ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، موضحة معنى كل منهما، وأن السلام هو السبيل الأمثل لإسداء الحقوق وتوفير الاستحقاقات.
السلام أيقونة العلاقات الدولية في الإسلام
تشير الخطبة إلى أن الشريعة الإسلامية أرست قواعد السلام وضبطت أحكامها، وأننا جميعًا جيران في عالم واحد، وأن السلام هو أيقونة العلاقات الدولية في الإسلام، مستشهدة بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، مؤكدة أن السلام رحمة وبر وتعايش، وعز وقوة. {وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
وتختتم الخطبة الأولى بالتأكيد على أن رسالة الإسلام هي السلام الشامل والعادل، السلام الذي ينشر الخير، ويتطلع إلى حب الحياة، وإلى البناء والتعمير، رسالة ترفض التطرف والاعتداء، والتخريب والفساد، وتقرر أمن الإنسان وبناء شخصيته، وأن السلام في الإسلام منظومة يحركها الشغف بالعمران، وصناعة الحضارة وبناء الإنسان.
الخطبة الثانية
تبدأ الخطبة الثانية بالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتحدث عن قيمة التضحية، وما تمثله من معانٍ جليلة كالبذل والجود والشهامة والمروءة، وإنكار الذات، والعمل في صمت، وكيف تتطلع بالعبد إلى غايات أسمى، حيث تذوب المصلحة الشخصية، وتتألق قيمة بذل النفس والمال والوقت ابتغاء الأجر والثواب عند الله عز وجل.
وتؤكد الخطبة على أن التضحية اختبار واختيار صعب، يكلف العبد نفسه وماله وجُهده وامتيازاته، وأن الله تعالى هون من شأن الدنيا وزينتها، وعلّمنا أن المضحي بالدنيا تنتظره المحاسن والعقبى الطيبة، مستشهدة بقوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ… وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ}.
وتستشهد الخطبة بأمثلة من الواقع المصري لتضحيات المصريين، كحادثة سقوط طائرة رأس البر، وكيف ضحى الطياران بحياتهما خوفًا على أرواح المواطنين، وحادثة السائق الشجاع الذي جاد بنفسه فأبعد سيارته التي انفجرت في مدينة العاشر من رمضان عن حياة الناس، وارتقى شهيدًا.
وتحث الخطبة على تعليم الأبناء معنى التضحية، وغرس حب الوطن وحب الناس فيهم، وفعل الخيرات دون مقابل، وأن التضحية مقام الأصفياء، وفعل الأتقياء، وعلامة من علامات الأولياء، وبدونها تباد الأمم، وتنهار الحضارات، وتتخلف المجتمعات.