عرب وعالم

خوسيه موخيكا: رحيل الرئيس الفقير.. قصة حياة مناضل أوروغوياني

في مطلع هذا العام، ودّع العالم الرئيس الأوروغوياني الأسبق خوسيه موخيكا، الرجل الذي عُرف بـ“أفقر رئيس في العالم”، بعد صراع مع مرض السرطان. رحل موخيكا تاركًا وراءه إرثًا من النضال والزهد، ومسيرة حافلة بالمحطات الفارقة، من ساحات المعارك إلى سدة الحكم.

من رصاصات النظام إلى سدة الحكم

لم تكن حياة موخيكا مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالصعاب والتحديات. فقد نجا من ست رصاصات استقرت في صدره خلال نضاله مع جبهة “توبامارو”، وقضى عشر سنوات في سجون النظام العسكري، داخل زنزانة ضيقة لا تتجاوز مساحتها مترًا مربعًا واحدًا. خرج من تلك المحنة أكثر حكمة وإصرارًا على مواصلة النضال.

مسيرة سياسية حافلة

بدأ موخيكا مسيرته السياسية في عام 1994، عندما فاز بمقعد في البرلمان، ثم بمقعد في مجلس الشيوخ عام 1999. وفي عام 2010، حقق فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية، ليصبح رئيسًا لجمهورية الأوروغواي. أدهش العالم بتقشفه وبساطته، متخليًا عن مظاهر البهرجة المرتبطة بالمنصب.

الزهد والبساطة.. فلسفة حياة

عُرف موخيكا بزهدِه الشديد وبساطة حياته، حتى أثناء توليه الرئاسة. عاش في منزله المتواضع في ضواحي مونتيفيديو، محاطًا بكلبته “مانويلا” وبعض الحيوانات الداجنة. لم يتخلَّ عن جرّاره الزراعي ولا عن سيارته الفولكسفاغن القديمة طراز 1987، التي استقبل بها ضيوفه من رؤساء وملوك.

مبادرات رائدة وإرث سياسي

أطلق موخيكا خلال فترة رئاسته مجموعة من المبادرات الرائدة والطليعية في أمريكا اللاتينية، وجذب أنظار العالم إلى الأوروغواي. كان يكنّ تقديرًا كبيرًا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، واعتز بصداقته مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.

رحل موخيكا، لكن ذكراه ستبقى خالدة في قلوب محبيه، كرمز للنضال والزهد والبساطة. سيظل سؤاله الأخير يتردد في الأذهان: “لماذا كنا نحبه، ونصدق ما يقوله؟ ولماذا كنا نقدّره في عالم اعتاد تحقير السياسيين؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى