خطبة الجمعة: نغرس فيأكل من بعدنا.. الإتقان سر تقدم الأمم
في خطوةٍ تحمل دلالاتٍ عميقة، اختارت وزارة الأوقاف موضوعًا مؤثرًا لخطبة الجمعة القادمة، وهو «نغرس فيأكل من بعدنا»، لتسليط الضوء على أهمية الإتقان في كل عمل، ودوره المحوري في تقدم الأمم وازدهارها. كما تتناول الخطبة الثانية قضية حساسة، وهي التحذير من حبة الغلة، وأهمية التمسك بالأمل.
الإتقان.. ثماره تمتد للأجيال
تروي كتب التاريخ قصة ملكٍ فارسي شاهد شيخًا يغرس شجرةً لا تُثمر إلا بعد مائة عام. تعجب الملك من طول أمل الشيخ، فأجابه بحكمة: «غرس من قبلنا فأكلنا، ونحن نغرس ليأكل من بعدنا». هذه الحكمة البسيطة تحمل في طياتها رسالةً عظيمةً، تدعونا إلى بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة من خلال العمل الدؤوب والإتقان في كل ما نفعله.
الإتقان.. عبادة وسنة نبوية
حثنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الإتقان في كل عمل، حتى في غرس فسيلةٍ صغيرة، فقال: «إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها». فالإتقان ليس مجرد سلوكٍ إيجابي، بل هو عبادةٌ نتقرب بها إلى الله، ونعكس من خلالها عظمة الخالق في إحكام صنعه. كما أن الإتقان يُنمي فينا روح العطاء والإيثار، ويدفعنا لترك بصمةٍ نافعةٍ في هذه الحياة.
الإتقان.. ضرورة وليس رفاهية
في عالمٍ مليءٍ بالتحديات، يُصبح الإتقان ضرورةً مُلحةً لتحقيق التقدم والازدهار. فعندما نُخلص في عملنا، ونسعى للوصول به إلى أعلى درجات الجودة والتميز، فإننا نبني مستقبلاً مشرقًا لأبنائنا وأحفادنا. فالإتقان هو سر نهضتنا، وميداد رقيّنا.
- في الطب: إخلاص الطبيب في علاج مرضاه.
- في الهندسة: اجتهاد المهندس في بنائه.
- في الصناعة: إبداع العامل في صنعته.
- في الجيش: سهر الجندي على حماية وطنه.
كل هذه الأمثلة تُجسد أهمية الإتقان في بناء مجتمعٍ قوي ومتماسك.
حبة الغلة.. وهمٌ قاتل
في الخطبة الثانية، تُحذر وزارة الأوقاف من حبة الغلة، فهي وهمٌ قاتلٌ يُغري بالراحة الأبدية الزائفة. وتدعو الخطبة إلى التمسك بالأمل، فهو النور الذي يُبدد ظلمات اليأس، والطاقة التي تدفعنا للمُضي قُدمًا في الحياة. فالأمل ليس مجرد كلمة، بل هو فعلٌ وسعيٌ وإيمانٌ بأن الغد يحمل في طياته فرصًا جديدةً للنجاح.
الأمل.. بذرة حياة
الحياة ليست دائمًا سهلة، ولكن علينا ألا نستسلم لليأس، بل أن نبحث عن بصيص النور في أعماقنا، ونتعلق بخيوط الأمل الرفيعة. فالخلاص ليس في حبة غلة قاتلة، بل في بذرة أملٍ باسِمةٍ نزرعها في قلوبنا، ونسقيها بالإيمان والعمل الصالح.
